3/0

حدثان مهمان اليوم الخميس، الأول افتتاح ستاد الملك عبد الله في جدة، والثاني نهائي الكأس الكبرى في البلاد، عرس كروي رياضي مرتقب ومنتظر، تغبط فيه كل الأندية فريقي الأهلي والشباب.
عن الاستاد "الجوهرة"، ننتظر المفاجآت والمهرجان الموعود الذي أحسنت "أرامكو"، صياغته وإعداده، وكل الرياضيين في شوق لبدايته والاستمتاع بفقراته وكواليس المنشأة الضخمة الرائعة التي طال انتظار يوم ولادتها وقد حان. أما عن المباراة، فلا أجمل من مباراة محلية تجمع ندين قويين جامحين كالشباب والأهلي في اليوم الموعود. من سيفوز؟. في ظني أن الليث العاصمي الأبيض فريق صعب المراس يكشر عن أنيابه إن رأى الكأس، ويصعب منعه عنه. الفريق سار في بطولة كأس الملك بخطة طوارئ، توظف القدرات المتاحة في أقصى طاقاتها، ولا يمكن إغفال أن الفريق يتوافر على قدرات فردية عالية لا توجد في فريق محلي آخر، لكنها ليست في أحسن حالاتها، وهنا يجب التفريق بين الإمكانات والأداء، الليث الأبيض نجح في العبور إلى النهائي بالواقعية، لملم إطرافه وقدراته وشحذ الهمم في مواجهة بطل الثنائية ووصيفها وأطاح بهما باستخدام القوة الناعمة التي تستكين وتظهر في الوقت المناسب دون استفزاز الخصم.
.. في طريقه إلى النهائي تأخر الشباب عن منافسيه مرة واحدة أمام الاتفاق ونجح في العودة، وأمام النصر والهلال كانت خططه قتل ألعاب المنافس أولا وتحيّن الفرصة لإصابة المرمى المقابل وظفر بالهدف، لم يدخل الشبابيون في مغامرات مثل الضغط منذ البداية، أو الهجوم المكثف، وهذا فيه من الواقعية الشيء الكثير، نسبة إلى أن الفريق ليس في كامل عافيته الفنية والنفسية. الفريق القادم من العاصمة، مرشح كبير للكأس متى ما استمر بالأسلوب ذاته، وظهر وليد عبد الله، مينجازو، عطيف، رافينها، في أقصى درجات التركيز الذهني.
في الجهة الأخرى، لم يتعرض الأهلي لاختبارات حقيقية في مشواره سوى مباراته الأولى في نصف النهائي أمام غريمه الاتحاد. الفريق الجداوي الأخضر بدأ مستواه في التصاعد، ولاعبوه في تشرب خطط وأفكار ومنهجية مدربهم الثائر البرتغالي من منتصف الدور الثاني، ووصلوا إلى مرحلة التوازن الكامل في مباراتهم أمام الهلال في الرياض، ولم يكن وصولهم للنهائي إلا تتويجا لعطاءاتهم في الفترة الأخيرة. لم يتعرض الأهلي للإرهاق كما هو الشباب في الشهرين الأخيرين الذي تنقل بين مدن آسيوية ومحلية بين الدوري، والكأسين المحلية والقارية، ولذلك يتقدم بخطوة من هذه الناحية على منافسه. الأخضر، يلعب بشكل ممتاز في الثلثين الأماميين من الملعب، ويعاني في ثلث ملعبه، والأهداف الثلاثة التي ولجت مرماه في نصف النهائي جاءت كلها من أخطاء فردية انعدم فيها التركيز الذهني لحظة ما.
اليوم .. إذا أراد أبناء قلعة الكؤوس الفوز باللقب الكبير، عليهم أن يتقدموا دائما بخطوة على المنافس، ومتى ما تأخروا فإن عودتهم صعبة للغاية وليست مستحيلة. الرهان الكبير في المباراة، الذي سيكون مفصل الحسم، هو التركيز الذهني العالي، وبما أن الفريقين لا يحبان بعضهما فإن أي هدف يسجل أولا سيعبث بصفوف الآخر ويفقده هذه الخاصية، ولذلك أتوقع أن تنتهي المباراة بثلاثة أهداف لأحدهما. هذا توقع فقط، يخطئ ويصيب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي