الانتخابات وأمور أخرى

أحضر كل ما يمكن أن أحضره من المؤتمرات التي تجمع المفكرين والعلماء والمختصين في كل المجالات. يندر أن تتاح الفرصة للحديث في شؤون الوطن والمواطن في هذه المؤتمرات, بل إنها تكون أشبه بمن يتحدث في صحراء.
خلال الأسبوع الماضي كنت في مؤتمر اهتم حضوره بالجلسة الافتتاحية, وعندما جاء دور المعرفة غادر أغلبية الحضور. هذا رغم أهمية موضوع الجلسة وتبحر المتحدث في المجال وخبرته المعروفة.
استغربت أن يغيب أغلبية طلبة جامعاتنا عن هذا المؤتمر وأمثاله. تمنيت لو وزعت جلسات المؤتمر على مجموعات طلابية, يقوم كل منها بحضور ومناقشة الأوراق وتقديم تقارير عنها كواحدة من روافد المعرفة وتطوير نهج استقاء العلم بالتوجه مباشرة نحو المتخصصين ومناقشتهم والخروج بعلم يفيد الطلبة ويعطي المؤتمر الزخم الذي يشجع الباحثين والمتخصصين للمشاركة فيه مستقبلا.
على النقيض كانت الجلسة التي حضرها الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني من مؤتمر "الاقتصاد الوطني .. التحديات والطموح"، إذ وجه الأمير مجموعة من الرسائل التي تهم المواطن.
أولى الرسائل كانت تأكيد الانزعاج الحكومي حيال تأخر وزارة الإسكان في تنفيذ أعمالها. اعتقد كثيرون أن الشكوى من المواطن, لكننا اكتشفنا أن المسؤول الأكبر يشاركه القلق, بل إن الأمير تحدى الوزارة بأن يقوم الحرس الوطني بتنفيذ المشاريع.
تحدث الأمير في رسالته الثانية مؤكدا أنه مع الانتخابات في حال رقي الحوار في المجتمع. لعل الكثير مما نشاهده اليوم في منتدياتنا ومواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الحوارية التي يشارك فيها مثقفو البلاد, هو ما يدعم القلق من فتح المجال أمام انتخابات مجلس الشورى, وليس الأمس ببعيد. فالأسبوع الماضي حفل بنقاشات مؤلمة تؤكد بعدنا عن حال الوحدة الوطنية التي تلغي كل ما سواها.
عرض الأمير لمواضيع أخرى مثل تشجيع الطلبة للالتحاق بالتخصصات المهمة للاقتصاد. ذكر الأمير الجامعات بمسؤولية تحرير هذه التخصصات من القيود التي تحد من التحاق الطلبة بها. تحدث الأمير كذلك عن توظيف المرأة في القطاع العسكري.
بشكل عام, كان الحديث خارج المألوف وربطنا بواقع نحتاج إلى أن نلتفت إليه. أكد أن الوطن منظومة واحدة, وأن التطور سنة الحياة, المهم أن نكون مستعدين له.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي