شخصية الأسبوع (7)

وجدت في الأسبوع الماضي تداخل القسوة، والتعامل مع الواقع، والهروب منه، والأمل.
قام شاب بكل قسوة بدفع "حمار" من أعلى جبل، مدللاً على حال القسوة التي يسيء فيها الإنسان لما سواه من مخلوقات الله. ناسياً أنه خلق من خلق الله وأنه محاسب على ما فعل. بل إن الشاب نسي أن امرأة دخلت النار في هرة، وبغياً دخلت الجنة في كلب.
مهم جداً أن نربي في أبنائنا وبناتنا حقائق الإسلام وأصوله واهتمامه بمفهوم استخلاف الإنسان في الأرض، لأن الكثيرين يهتمون بالعبادات ويهملون المعاملات.
*****
انتشرت في الأسبوع نفسه صورة فتاة تنظف زجاج محل تجاري تعمل فيه. ثار من ثار وغضب من غضب لأن المرأة قامت بتنظيف المحل. بل إن الكثيرين استخدموها للتدليل على أن عمل المرأة هو السبب.
لست أفهم كيف ينظر هؤلاء للقضية بهذا الشكل المجحف. المرأة كانت متسترة، وقيامها بتنظيف زجاج المحل لا يعني إهانة لها، بل إن العاملين في كل مكان يشاركون في تنظيف محال عملهم. واقع هو جزء من عمل المرأة لسد حاجتها وحمايتها من الاستغلال.
*****
شكت أسرة اعتداء عاملها الذي جلبته للعناية برجل مسن، وعرضت قنوات تلفزيونية تلك الشكوى في نشراتها الإخبارية. لكن المنطق يدفعني لسؤالهم، أهملتم كبيركم وسلمتموه لخادم، فكيف تطالبون الخادم أن يبر من أهملتموه؟ هروب من الواقع وتحويل غير مقبول للمسؤولية.
*****
لعل أهم أحداث الأسبوع هو تكليف وزير العمل المهندس عادل فقيه بوزارة الصحة، بعد أن انتشر كثير من المعلومات والنقاشات حول وجود عوائق إدارية تحول بين الوزارة والتدخل الفاعل لحل أزمة انتشار فيروس "كورونا". يفقد المسؤول الاتجاه لأسباب كثيرة، لكن المهم أن هناك مراحل متأخرة يفقد فيها التنظيم قدرته على الاستجابة للأحداث بسبب ضبابية الرؤية وعدم الفاعلية والترهل الإداري في العنصر البشري. حدث هذا سابقاً وسيحدث مستقبلاً في كل مكان.
دخول شخص جديد إلى الموقع أياً كان يعطيه الفرصة للتركيز على المهمة وإلغاء كل ما سواها من المؤثرات الجانبية، وهو ما نتمنى أن يدركه الوزير المكلف. لعل شفاء رئيس قسم القلب في مستشفى الملك فهد يكون بشرى خير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي