لعبة الإعلام

العنوان أعلاه ليس من اختصاص ذلك الإعلامي أو تلك الصحيفة أو القناة أو البرنامج الرياضي كالعادة، وإنما هو لعبة فردية جديدة تلعب دور تلك الأدوات الإعلامية المتخصصة وكأنها لعبة جديدة تضاف إلى الألعاب المسجلة في ذلك الفريق، واللاعب الحقيقي فيها رئيس النادي الذي يعمل على تسيير أمور فريقه وفق نظريات التهويل والمؤامرة والضحية التي تحتاج إلى مؤلف قصة خيالية بارع يجيد كتابة السيناريو المتفق عليه بعد كل مباراة أو بطولة يخسرها هذا الفريق، ليكون بمثابة تعليق الفشل على عقدة هذه القصة المتمثلة في لجان اتحاد الكرة والاتحاد نفسه وربما توسعت دائرة الخيال لتشمل رعاية الشباب حسب قوة اللعبة الإعلامية.
هذه اللعبة الإعلامية الجديدة لم تكن ضمن أجندة نادي النصر الموسم الحالي، الذي سار وفق استراتيجية البناء التي كانت تستلزم شيئاً من هذه اللعبة الإعلامية في وقت مضى كما جاء في حديث الأمير فيصل بن تركي الأخير في برنامج في المرمى على قناة العربية، وحين حانت لحظة اكتمال هذا المشروع النصراوي كان من الطبيعي أن يسلم النصر زمام هذه اللعبة لمنافسه الهلال الذي تقلد هذا الدور تلقائياً مع عودة الأصفر لمستواه الحقيقي، ليبدأ الأزرق في رفع صوته عالياً خارج الملعب وفق سيناريو يستهدف صرف الأنظار عن الهلال الذي خرج من جميع البطولات المحلية هذا الموسم.
أدرك حرص رؤساء الأندية على فرقهم، لكن هناك فرق كبير بين الواقع والخيال، فالواقع الهادئ الذي بدا فيه النصر أجبر كل المتابعين داخل السعودية وخارجها على الإشادة بسياسة التخطيط الصفراء التي تتحدث إعلامياً ببراعة داخل المستطيل الأخضر الذي تحول إلى مستطيل أصفر تم رسمه بكل دقة متناهية حتى وهو يتضرر من أخطاء الحكام في مباريات كثيرة، بينما في المقابل لم تجد التصريحات الإعلامية الهلالية والاتفاقية الرسمية أي صدى إيجابي ينعكس على الفريقين، فكان من الطبيعي أن يرفع الهلال الراية البيضاء محلياً، وأن يسلم الاتفاق عهدته في دوري عبد اللطيف جميل، ويهبط إلى دوري ركاء، وأن يفقد الشباب مستواه المعروف عنه!
إن الأندية تحتاج إلى أن تنسجم مع استراتيجية تهتم بالتفاصيل الدقيقة داخل الملعب فقط، فالميدان هو الحكم وفيه الخصم، ولعبة الإعلام التي تستهدف التذاكي على جماهير الأندية الواعية واختلاق الأعذار والمبررات الواهية لم تعد حلاً يمكن أن يقود إلى بطولة، ربما كانت مؤثرة في ظروف معينة، لكن ليس بالضرورة أن تنجح في كل مرة، فأهل الإعلام أولى بشعابه من رؤساء الأندية!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي