البشر بعد 100 ألف عام
منذ أن وُجد الإنسان على سطح الأرض، وكل شيء حوله يتغير باستمرار وبسرعة، ليواكب متطلبات الحياة وما يستجد فيها، مثل: الأدوات المستخدمة، نوعية الأكل، مفردات اللغة، والأمراض، حتى شكل الإنسان نفسه يتغير من نواحٍ كثيرة، من حيث الحجم والشكل وخصوصا الحواس، التي تختلف قدرتها حسب البيئة التي يعيش فيها الإنسان، فسكان كل منطقة يتناسب شكلهم مع بيئتهم الخارجية مثل لون البشرة ولون العيون وحجم الأنف، وهذا من فضل الله علينا، لننسجم مع بيئتنا.
وتم إثبات ذلك علمياً وعملياً، من قبل الفنان التشكيلي الرقمي "نيكولاي لام" والدكتور "ألان كوان" المتخصص في علم الجينات الحسابية، وبينوا ثلاث طرق يتغير فيها شكل الإنسان ليتماشى مع تطور الحياة خلال الـ 100 ألف عام المقبلة، علماً أن تلك الافتراضات والتوقعات ليس لها علاقة بنظرية "التطور" لدارون، وإنما بُنيت على تكنولوجيا هندسة الجينات الزيجوتية أو الأمشاج، وهي من معجزات الخالق، وهناك محاولات للتحكم في هذه الصفات قبل ولادة الإنسان مثل علاج بعض الأمراض الوراثية، يقول "لام": إن هذا ليس تنبؤاً بما سيحدث، لأنه لا أحد يستطيع معرفة الغيب، ولكن هناك احتمال لحدوثه، مبني على تفكير منطقي.
مشروع "لام وكوان" يعتقد أن الإنسان في المستقبل ستزيد حاجته للتعامل مع كم هائل من المعلومات ومعالجتها، وذلك يتطلب زيادة مساحة حجم المخ، ومن ثم حجم الجمجمة التي تغلفه، لذا تم رسم شكل البشر بعد 20 ألف سنة برؤوس أكبر حجما وجباه عريضة، كما يتوقعان زيادة القدرات العقلية، التي ستمكن البشر من تطوير الحضارات على الكواكب الأخرى.
أما الوجه فسيبقى على حاله، وعدسة العين ستتسع للاستجابة للبيئة الباهتة الموجودة في مستعمرات المستقبل، وتزيد قدرات الرؤية مثل نظارات "جوجل" اليوم.
وبعد 60 ألف سنة سيكون لون البشرة أغمق، لحمايتنا من الأشعة الضارة لقربها منَّا، أما بعد 100 ألف سنة فسيزيد اتساع العين والجفون، وستصبح أكثر سماكة، وحتى الحواجب سيزداد تقوسها وتصبح أكثف، لتخفف آثار انعدام الجاذبية على الكواكب الأخرى التي سيصلون إليها.
ورغم أن أغلب الدراسات والأبحاث وأفلام الخيال العلمي تتوقع أن تكون حياة البشر المستقبلية كلها آلية أسمنتية جافة، إلا أن هذا البحث سيوجه التفكير إلى منحى آخر.