أرواح «لوح الويجا»

الدخول إلى المجهول ومعرفة ما يدور في العوالم الخفية ومصير الأموات بتحضير أرواحهم، ثقافة غربية بحتة لا تتماشى مع ما نؤمن به، ولشدة ولعهم بمعرفة المجهول اخترع الأمريكي أليجه بوند عام 1890 "لعبة الويجا" واشتق اسمها من كلمة نعم بالفرنسية (وي) والألمانية (جا)، وسر انتشارها يكمن في بساطتها، فهي لا تحتاج إلى وسطاء روحيين ولا تتطلب أي خبرات أو تجهيزات.
يقوم اللاعبون بوضع أصابعهم على مؤشر في لوح خشبي بسيط كتب على جانبيه (YES وNO) والأبجدية الإنجليزية والأرقام، يتبادل اللاعبون الأسئلة وتتولى اللوحة الإجابة بتحريك الأصابع تلقائيا ناحية نعم أو لا أو كتابة عبارة أو تاريخ ويعرف بـ "الكتابة الذاتية"! ما يثير الحماس والرعب في قلوب اللاعبين. وتعود فكرتها إلى الصين القديمة، حيث كان كهنة الديانة "الطاوية" يستعملون أسلوب الكتابة التلقائية FUJI للاتصال بعالم الأرواح، كان الكاهن يتلو صلواته ثم يمسك بعصا ويترك يده تخط ما تشاء من الحروف والكلمات، زاعما أن الأرواح هي التي تحرك العصا من أجل إيصال رسائلهم من العالم الآخر!
ولم تعد سيرة الموت والجن والمجهول تخيفنا بعد انتشار هذه اللعبة بين المراهقين وطلبة المدارس بدافع الفضول، ولم يعد العالم قرية صغيرة، بل العالم كله في جيبك أو في راحة يدك، وسهل الحصول عليها فهي موجودة كأحد تطبيقات الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية!
ولشدة خطورتها أول نصيحة تقدم لك (إياك ولعب الويجا بمفردك .. لا تفعل ذلك أبدا) لأن لديهم اعتقادا قويا بأن كل الكائنات الأثيرية أو الجن التي تأتي عبرها تكون شريرة وحاقدة. انظر ماذا حدث لسكان بلدة (ال سيريتو) في كاليفورنيا، حيث تصدر اسمها عناوين الصحف عام 1920، بعد أن أصيب قسم من سكانها بالجنون التام بسبب هذه اللعبة وانتهى بهم الأمر إلى المصحات العقلية، والسبب تلك الكائنات التي تجلبها.. لكن أين، وما الحقيقة؟!
يقول العلماء والباحثون المهتمون بهذه اللعبة إنها مجرد خدعة رخيصة، الهدف منها جني أموال السذج والمغفلين، وإن المؤشر يتحرك بواسطة اللاعبين أنفسهم طبقا لرغباتهم الداخلية حتى لو بدا الأمر خلاف ذلك، فلولا أصابع اللاعبين لما تحرك المؤشر أبدا، أما الموجودة في الهواتف الذكية التي يزعمون أن حركتها تعتمد على رصد أي إشارة أو تغير في الحقل المغناطيسي المحيط بنا نتيجة وجود كائنات غريبة، فقد نفاه الخبراء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي