هناك من يعمل ويبذل الجهد ولكن لا يحالفه الحظ والتوفيق لأسباب لا يعلمها إلا الله –عز وجل- ولا يدركه إلا من مَنَّ الله عليهم بالفطنة والذكاء في قراءة الأحدث قبل وقوعها وحتى التنبؤ بنتائجها المستقبلية، في المقابل نجد أن هناك أشخاصا محظوظين يجنون دائماً ثمار وجهود من سبقهم فيعتقد المتابع البسيط أن هؤلاء الرجال يمتلكون الذكاء الخارق ويجيدون فنون العمل الإداري رغم أنهم لم يبذلوا جهدا كبيرا في تحقيق النتائج الإيجابية، أما القسم الأخير فهم رجال نذرو أنفسهم لتحطيم المستحيل وتغيير واقعهم المرير إلى واقع أفضل وسط أجواء مشحونة بين الجذب والمد من مؤيد ومعارض حول قناعتهم بقدرة الإدارة في تسيير أمور ناديهم، فيكون أحد أبسط الخيارات أمامهم المطالبة بإبعاد الرئيس من منصبه مع أعضاء مجلس إدارته، الأمير فيصل بن تركي هو أحد أعظم رؤساء نادي النصر ورموزه الذين تكبدوا الصعاب من أجل تحقيق إنجاز يفخر به كل نصراوي فلم يكسب حب الجماهير لوجاهته أو لحسبه ونسبه، بل كسبهم بروح الإصرار والتحدي التي تحلى بها مع قوة المثابرة ورفع مستوى الطموح، لتحقيق بطولة الدوري وهي البطولة الأصعب من بين الاستحقاقات السعودية، وهذا أعتقد أنه أحد الأسباب المهمة في نجاحه على تغيير قناعة عشاق وجماهير النصر تجاهه، ليس من السهل أن تقاوم خصومك الذين ينتمون لناديك وهم يحاولون إيقاعك في مقبرة الفاشلين، بينما بإمكانك أن تجابه الأضداد من المنافسين بكل بساطة لأن معظم إعلام وجماهير ناديك سوف تؤازرك، لعل ما تعرض له أمير النصر فيصل بن تركي من انتقادات حادة طوال المواسم الماضية زادته قوة وصلابة لتخطي المستحيل ورسم البسمة في محيا عشاق فريقه، لقد تعلم رئيس النصر من أخطاء الماضي وبدأ رحلة التصحيح الحقيقة قبل موسمين فجلب أميز اللاعبين المحليين بدقة متناهية وفق نظرة فنية ثاقبة، فظهر النصر مختلفا هذا الموسم عن بقية المواسم السابقة.
هنيئاً لجماهير الشمس هذا التفوق والإبداع على مستوى العمل الإداري المنظم، وكذلك الفني المبهر الذي فاق الوصف، والتمجيد بهذا الفريق الذي لامس المجد وصنع تاريخا جديدا من الأرقام القياسية، عندما يكون حصاد الموسم بطولة الدوري فهذا يعني أن هناك عملا جبارا متكاملا قامت به الإدارة ورسمه الجهاز الفني ونفذه نجوم العالمي بكل تفان وإخلاص، ودعمه جمهور متعطش لعودة فريقه إلى البطولات، لقد عاد النصر وعودة النصر أعادت الحياة للكرة السعودية.
تغريدة الكاتب محمد الدويش
تستغرب عندما يوجه لك اتهام مبطن من خلال تغريدة في "تويتر" من حساب الكاتب النصراوي محمد الدويش الذي كان يعمل لسنوات طويلة في المجال القانوني في وزارة العمل ولم يمنح نفسه الوقت الكافي ليتثبت من صحة المعلومة التي وصلت إليه، يعلم الله أنني لم أتحدث خلال برنامج الحدث الرياضي عن نقل مباراة التعاون والنصر من القصيم إلى الرياض لا بالسلب ولا بالإيجاب كل ما طرح علي أثناء الحوار في البرنامج حول تقديم المباراة من يوم الأحد إلى يوم السبت وأبديت رأيي بكل صراحة وحيادية بأن ملعب مدينة الملك عبد الله سوف يمتلئ بجماهير النصر سواء أقيمت يوم السبت أو الأحد، ولذا لا يوجد مبرر مقنع للتقديم، لا يمكن أن أكون ضد مصلحة نادي التعاون مهما اختلفنا في طريقة العمل والتعاطي مع الأحداث، أعتقد أن أبسط شيء من الممكن أن يقع فيه الرجل المسلم المؤمن أكل لحوم البشر بالغيبة والنميمة وتشويه سمعة الآخرين على حساب تعصبه لقضية تافهة تخص ناديه وليست تخصه شخصيا.
