نظام المعاشات والتقاعد.. المستفيدون عن صاحب المعاش

"إذا توفي صاحب المعاش فيقرر للمستحقين عنه معاش بقدر المعاش المستحق له، يوزع بينهم بالتساوي إذا كان عددهم ثلاثة فأكثر، فإذا كان عددهم اثنين يخصص لهما 75 في المائة من المعاش أما إذا كان المستفيد واحداً يخصص له 50 في المائة من المعاش"، وأيضا "إذا سقط أو أوقف نصيب أحد المستحقين لأي سبب كان فلا يؤدى إلى باقي المستحقين، على ألا يقل نصيب من بقي منهم في جميع الحالات عن 50 في المائة من معاش صاحب المعاش، فإذا قل عن هذا القدر فيكمل للباقين بقدر هذه النسبة ويعاد توزيعه عليهم بعدد رؤوسهم، فإذا عاد نصيب المستحق الموقوف فيعاد توزيع المعاش على المستحقين الموجودين كما لو لم يوقف ذلك النصيب".. هذان النصان أخذتهما من الموقع الإلكتروني لمصلحة المعاشات والتقاعد باحثاً في أنظمتها، وكنت أتوقع أن أجد الأنظمة على ملفات يلزم تحميلها، ولكن يبدو أن الأنظمة بسيطة واضحة ومباشرة لدرجة لا تتطلب ملفات من عدة صفحات وبنود مفصلة، ولكن هي سطور قليلة وكلمات محدودة موضوعة على موقع المصلحة الإلكتروني مباشرة أعطتني انطباعاً مبدئياً أن الأنظمة واضحة ولا تحتاج إلى إسهاب، ولكن الحقيقة هي عكس ما ظننت والكلمات المحدودة المباشرة تخفي وراءها مناطق عمياء لا أحد من المستفيدين يستطيع أن يفسرها لا من خلال نظام مكتوب أو منطق سليم. وليس لك إلا أن تتصل بالرقم المجاني وتحصل على تفسيرات أشبه ما تكون بالكلمات المبهمة المتقاطعة لا تستطيع أن تخرج بها بنتيجة أو قناعة، وإذا أردت أن تذهب إلى مقر مصلحة المعاشات والتقاعد في الرياض فهذا أفضل، ولكن لن تجد إجابة شافية بل تدخلك في متاهة الاستغراب والشك، ولكن لعل كلمة الموظف تواسيك وتتقبل الأمر عندما يقول لك هذا هو النظام ومطبق على الجميع بلغة كلها لطف.. والحق يقال، ستقابل في المصلحة موظفين لبقين وحريصين على حسن استقبالك والرد على استفساراتك في جو منظم في مبنى راق أنيق لا يعكس بالضرورة وضوح أنظمة المصلحة التي لم تكلف نفسها وضع نظام وتفصيلات أو أجوبة لأسئلة يغيب عنها المنطق على موقعها الإلكتروني. وأنصح كل مراجع لمقر المصلحة ألا ينسى أن يتناول طعام الإفطار في الكافتيريا المميزة في الدور الأرضي لأني شخصياً لم أفوت هذه الفرصة حيث خيارات قائمة الطعام الغنية بالأنواع وجودة الطهي الشعبي.
أعود لموضوع المقال وهو نظام المصلحة الخاص بالمستفيدين من صاحب المعاش ولوحظ أن من خلال النص الأول في بداية المقال أن عدد ثلاثة أو أكثر مستفيدين يستحقون المعاش كاملاً يوزع بينهم بالتساوي وإذا كان أقل من ثلاثة يستحقون 75 في المائة من المعاش. كلام جميل ومرتب. لكن انتبه في النص الثاني أعلاه إذا كان أحد الثلاثة أو أحد الأربعة، حال كان عدد المستفيدين أربعة، ولا يستحق المعاش كون المستفيد مثلا امرأة وتعمل وغير متزوجة فلا يصرف نصيبها والمقدر بـ 25 في المائة ولا يعاد للمستفيدين الثلاثة، ولكن يؤخذ من قبل مصلحة المعاشات والتقاعد فقط، لم أجد لهذا القرار أو النظام أي منطق خلفه ولا أظن أن هناك منطقا خلفه إلا تقليل مستحقات المستفيدين الحقيقيين. ولو فرضنا أن المستفيد أو المستفيدة الرابعة رجعت لأي سبب لتستفيد من نصيبها فستأخذه من تاريخ استحقاقها الجديد ولا يحق لها أو بقية المستفيدين الآخرين المطالبة بالسابق. كيف تدعي مصلحة المعاشات والتقاعد أنك مستفيد حسب نظامها من خلال إدراجك ضمن المستفيدين وفي اللحظة نفسها لا تسلمك شيئا وإنما استفادت منك لتستقطع حقك من إخوتك لتستفيد هي منه. لم أجد تفسيراً مكتوباً لذلك والإجابات الشفهية أبداً لا يمكن أن تكون كافية. إن عدم استقلالية مصلحة المعاشات والتقاعد وتبعيتها لوزارة المالية بأي شكل من الأشكال يضع علامة استفهام كبيرة على أنظمتها ويخلق فرصة كبيرة لتضارب المصالح ضد مصلحة المستفيد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي