الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 | 14 رَبِيع الثَّانِي 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين11.38
(0.09%) 0.01
مجموعة تداول السعودية القابضة212.6
(2.02%) 4.20
ذهب3971.4
(0.26%) 10.42
الشركة التعاونية للتأمين138
(3.45%) 4.60
شركة الخدمات التجارية العربية109.5
(2.05%) 2.20
شركة دراية المالية5.69
(0.35%) 0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب38.7
(2.76%) 1.04
البنك العربي الوطني25.2
(-2.40%) -0.62
شركة موبي الصناعية13
(4.08%) 0.51
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة35.52
(-0.50%) -0.18
شركة إتحاد مصانع الأسلاك25.5
(-1.09%) -0.28
بنك البلاد29.24
(0.69%) 0.20
شركة أملاك العالمية للتمويل12.8
(0.08%) 0.01
شركة المنجم للأغذية61.75
(0.16%) 0.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.99
(-0.23%) -0.03
الشركة السعودية للصناعات الأساسية62.3
(1.05%) 0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية119.8
(2.74%) 3.20
شركة الحمادي القابضة34.7
(-0.29%) -0.10
شركة الوطنية للتأمين16.27
(0.49%) 0.08
أرامكو السعودية24.85
(0.24%) 0.06
شركة الأميانت العربية السعودية21.93
(-0.68%) -0.15
البنك الأهلي السعودي39.1
(1.19%) 0.46
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات35.08
(0.63%) 0.22
مطرقة أم حكـَّاكة ظهر؟

.. تخيل مطرقــــة بمقبضـــها الخشبي، وبسنها الضارب الفولاذي اللامع القاطع وهي تهوي على رأس مسمار ليكون بدء بناء أي معمار من الصندوق الصغير إلى مناطحات السحاب.

طيب، لنفرض أن رجلا من رجال الكهف خرج قبل عشرة آلاف سنة، ورأي المطرقة، هل تعرف ماذا سيعمل بها؟ قبل أن أجيب لكم عن السؤال لابد أن تعرفوا أن الأركيولوجيين منقبي الآثار، وجدوا أن المطرقة كانت موجودة وبشكلها العصري الآن تقريبا لولا التهذيب الأخير.

نعود لصاحبنا رجل الكهف، أولا هو لا يعرف أنها مطرقة، وبالتالي لا يسميها مطرقة، ثم إن المسمار لم يكن معروفا في عهده حتى يمكن أن تطرق المطرقة رأسه. فيبقى سؤال لفضوليٍّ مثلي: “ليه إذن يا أخوانا منقبي الآثار ودارسي الإنسان كانت المطرقة موجودة بذلك العهد الأثري، والمسمارُ أصلاً لم يُخترَع بعد؟” الجواب أن رجل الكهف كان يحكّ ظهرَه بها، إذن فهو بالمنطق لم يكن ليسميها مطرقة، بل يمكن سمّاها “حكاكة ظهر”، فينادي على زوجته في الكهف وهي تطبخ، لأن النار قد اكتشفت في ذاك الوقت: “يا امرأة، أحضري لي حكاكة ظهري!” فحتى في ذلك العصر بل قبله بآلاف السنين وُجدت رسومات كهفية تدل على تجبّر الرجلُ على المرأة.

وقد استمرت المطرقة المسكينة مهانة قرونا، حتى استعادت كرامتها كمطرقة ساهمت بوظيفتها المهمة والصالحة لها في إعمار العالم.

أعتقد أننا كلنا كتلك المطرقة، ومِنَّا مَن لا يعرف ما يريد من هذه الحياة، وما دوره الذي يجب أن يكون في الحياة في تكوينه الحيوي الذي خلقه الله عليه وما أودعه فيه من قدرات ورغائب تختلف من شخص إلى آخر، بل إن المهارات وطبيعتها وطيفها والميول قد تكون مثل بصمة اليد لا تتكرر، وهذا يعني أن لكل شخصٍ منا في صورته المثلى - كالمطرقة التي تدق مسمارا - دورا يقوم به هو ولا يعوضه أحدٌ غيره ليسير هذا العالم ويتغير. لو وصلنا وعرفنا أن ندرك ما هو غرضنا الحقيقي الذي نود أن نعمله، ويصح لنا أن نعمله، فإننا نكون مكتملين، وهذا الاكتمال سينعكس على كل العالم.

ومن منطلق نظرية المطرقة، والاكتمال أو النقص به، في أن تقوم بالعمل الذي تحب “الغرض” وتتقنه، أجد الناس أقساماً ثلاثة. القسم الأول: ناسٌ تجدهم مرة فرحانين لأنهم لا يعرفون أصلا غرضهم في الحياة فلا يأبهون لشيء، ومن لا يأبه لشيء حُسِبَ من الفرحين.. وليس السعيدين. القسم الثاني: هؤلاء هم الحزينون والمتذمرون الشكاؤون الناقدون المتبطحون الذي يعرفون غرضهم في الحياة ولكنهم يرون أغراض الآخرين ويحسدونهم عليها، فلا يقومون بعمل ما يعرفون، ولا استفادوا مما يعرف الآخرون. القسم الثالث: سعداء جدا لأنهم عرفوا معنى غرضهم في الحياة، وحرصوا على أن يعملوا بدقة وكل يوم. والأخيرون هم من يهزوا هذه الكرة العظمى التي اسمها الكرة الأرضية.

لك أن تختار ما تريد أن تكون .. مطرقة، أم حكاكة ظهر.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية