نظرية تومز
برع بليك مايكوسكي، صغيرا في لعبة التنس. كان الآباء يقلون أطفالهم إلى الحدائق في عطلة نهاية الأسبوع، بينما يقله والده إلى ملاعب كرة المضرب.
هذا الشغف المبكر باللعبة جعله يتفوق فيها ويصبح نجما لامعا يثير الإعجاب. فتحت له موهبته الأبواب. حصل على منحة دراسية من جامعة في تكساس للعب باسم الجامعة في مسابقات كرة المضرب. لكن تعرض لإصابة خطرة حرمته من استمراره في ملاعب كرة المضرب وخسارة المنحة.
افتتح بليك مشروعا صغيرا في حرم الجامعة يتمثل في غسل ملابس الطلاب وتسلمها وتوصيلها إليهم من الباب إلى الباب. نجح المشروع في البداية، بيد أنه تعثر بعد أن قامت شركات كبيرة في تكساس بتوفير الخدمة بشكل أسرع وسعر أقل.
شرع في مشروع آخر يتجسد في التسويق للحملات الانتخابية في المدينة. لكن لم يكتب للمشروع النجاح رغم استقطابه أسماء واعدة في الولاية وحصوله على قرض بنكي سخي.
شعر بليك بأنه يرتكب خطأ ما. فلماذا كل مشروعاته تفشل، وأفكاره تنطفئ، وأحلامه تخبو، بينما غيره يتقدم ويقفز.
بدأ بليك يسهم في الأعمال التطوعية. شارك مع أصدقائه في توزيع الأحذية المستعملة على الأطفال الفقراء. فوجئ بحجم تفاعل المجتمع مع مشروعه والفرح الذي كان يرتسم على وجوه الأطفال.
مع مرور الوقت أحس بليك بأن الأطفال الفقراء يستحقون أفضل من أحذية مستعملة. تساءل: "ألن تكون سعادتهم أكبر بحذاء جديد؟".
وجد صعوبة في العثور على أحذية ذات جودة جيدة وبسعر مناسب يوزعها على الأطفال المحتاجين. فعمل مع رفاقه على تأسيس شركة لصناعة أحذية بمواصفات جيدة ليهديها إلى الأطفال.
رأى أن هذا المشروع جميل بعد أن حصل على دعم من بعض الأثرياء، لكن غير مستدام. قد يتوقف في أي لحظة عند انقطاع الدعم لأي سبب، ويعود الأطفال حفاة بأقدام عارية.
فكر بليك أن يبيع هذه الأحذية في السوق. وكل حذاء يبيعه، سيمنح مقابله حذاء مجانا لطفل فقير، ويضمن بذلك الاستدامة.
سمى الشركة باسم أحذية للغد أوShoes for Tomorrow ثم اختصره إلى أحذية تومز Toms Shoes.
نجحت الفكرة تماما. ونجح هو. وصارت أحذية تومز مطلوبة في كل مكان. في تكساس والرياض ودبي والبحرين والدوحة والقاهرة وبوينس أيرس. ألّف بليك كتابا يروي فيه أن الإنسان يستطيع أن يجني المال ويسعد الأطفال الفقراء في آن واحد، مستشهدا بمشروع تومز. وعندما تشتري أي نسخة من كتابه ستذهب نسخة من الكتاب إلى طفل فقير.
على كل شخص غير موفق في مشاريعه أن يقتفي تجربة بليك. فقطعا سيفوز. فإذا لم ينل النجاح فسينال ابتسامة محتاج أجرها كبير عند الله سبحانه وتعالى تفتح له أبوابا مغلقة. إن الصدقة تطفئ همك وهم غيرك فلا تتردد في إفشائها.