في الوقت الذي يتضرر فيه عددٌ من سكان المناطق السياحية في محافظة الطائف من وجود أعداد كبيرة من "قرود الربَاح" فيما اعتبرها آخرون متعة للسياح والزوار، علمت «الاقتصادية» بوجود تعاون بين مركز أبحاث الحياة الفطرية في المحافظة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، للعمل على خفض أعداد تلك القرود وخاصة في منطقة الهدا بهدف معالجة مشاكل الاستئناس.
وأكد لـ «الاقتصادية» الدكتور أحمد البوق مدير مركز الأبحاث في الطائف، أنه سيتم عقد ورشة عمل عن مشاكل استئناس القرود في الطائف، وسبل العلاج، بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، لافتاً إلى أن الورشة ستعقد في مدينة الرياض وسيتم وضع الخطوط العريضة لتلك المشكلة.
وأشار إلى أن الفكرة المطروحة والمؤكدة هي العمل على خفض أعداد تلك القرود، مبيناً أن كثرة أعدادها أكبر من قدرة المناطق الطبيعية على احتمالها، كغذاء طبيعي، بالإضافة إلى أن أعدادها الكبيرة تسببت في مشاكل للمناطق السكنية والطرق.
ويعتبر بعض المختصين أن الزوار سبب في زيادة أعداد تلك القرود من خلال تقديمهم الطعام، فيما يرى آخرون أن وجود القرود يعد عنصر جذب في الهدا، والشفا، والردف، وبقية المناطق السياحية.
وأوضح الدكتور البوق، أن العمل لا يزال مستمرا حالياً على دراسات من الناحيتين البيئية، والسلوكية، في سبيل إيجاد حل لمشاكل الاستئناس، مشيراً إلى أن "قرود الرباح" التي تعيش في منطقة الهدا السياحية، تعتبر من الأنواع التي تعيش في شرق إفريقيا، وفي المملكة، واليمن، مبيناً أن أعدادها في الطائف كبيرة بالنسبة للمجموعات المستأنسة التي تعيش بمحاذاة الطرق، أو التي تعيش على مهاجمة المناطق الزراعية، أو تلك التي تنتشر على أطراف المدن، منوهاً إلى أنها بهذه الأعداد تتسبب في مشاكل بلدية، ومشاكل على المنازل الموجودة بالقرب من مواقع انتشارها في تلك المناطق.
وأضاف أن تلك الدراسات أجريت منذ نحو عقدين تقريباً، لافتاً إلى أنها ركزت الجهود على العمل البيئي، والسلوكي، في سبيل إيجاد طرق مقبولة علمياً ودولياً للحد من ظاهرة الاستئناس، ومشاكلها في المناطق المتضررة.
وحول استخدام تلك الحيوانات في البحوث العلمية، أشار الدكتور البوق إلى أن مراكز الأبحاث هي المخولة بذلك.

