من حرك قطعة الجبن الخاصة بي ؟

سنيف ، سكورى ، هيم ، هاو ليس إلا أبطال حكاية رواها الكاتب سبنسر جونسون في كتابه " من حرك قطعة الجبن الخاصة بي ؟ " والتي تتشابه فيها تصرفات الشخصيات الكرتونية بتصرفات و تفكير أشخاص حقيقيون لابد و أن جمعتنا الحياة بهم ولو لمرة واحدة !
سأروي لكم القصة بإيجاز حيث كان هناك أربع شخصيات تعيش في متاهات مظلمة مليئة بالممرات المسدودة و لم يكن همهم الوحيد سوى قطع الجبن التي تملئ واحدة من تلك المتاهات و يتناوب عليها الأربعة من سنين عدة حتى تساوت جبال الجبن مع الأرض في يومٍ من الأيام.

تلاحقا الفئران سنيف و سكورى أنفسهما في البحث عن متاهة جديدة توفر لهما قوت يومهما و بالفعل نجحا في ذلك خلال فترة بسيطة جداً دون أن يشعرا بجوع ، بينما هيم وهاو بقيا يندبا حظيهما سنين طويلة لعل تلك الجبال تعود كما كانت عليه ! حتى سئم هيم الوضع و بدأ بالمغامرة في البحث عن متاهة جديدة معطاءة بعدما أضناه الجوع و أهلكه التعب في التفكير دون جدوى و ظفر بإحدى الحجرات التي تخبئ داخلها أطنان من الجبن و تعلم درساً بأن يستمر في البحث و حفظ ما في المتاهات الأخرى كمخزون احتياطي.

بقي هاو وحيداً تذرف عيناه الدموع على أمل عودة الجبن كما كان عليه بينما الثلاثة شخصيات وجدوا ما يريدون و أكثر بعدما أجبرتهم الحياة على البحث.

قصة الشخصيات الأربعة لم تكن حكاية تروى للتسلية فقط بل أن هناك أجساد تعيش بيننا و تتشابه في تصرفاتها مع تلك الشخصيات فأشباه هاو ممن يندبون حظهم و يحسدون و يصطادون زلات الناجحين دون أي خطوة يخطونها إلى الأمام. و لم يكن الجبن إلا دلالة على هدف معين و على من يريد الوصول إليه المغامرة و البحث و توقع التغيير و تقبله له و عدم الالتفات للنادبين حظوظهم !

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي