من حارس أمن إلى مُحاضر جامعي !

عاش حمد الشمري عقده الأول في دولة الكويت حيث كان يعمل والده هناك، و كانت الأحلام تحيط بحمد من كُلِ جانب إلا أن شاءت الأقدار أن يمر والده بأزمة ما مع عمله.

تبخرت أحلام حمد حينها و كأن سقف الطموحات بدأ يتلاشى بعد قراره بقطع الدراسة و التوجه إلى الرياض للبحث عن عمل ؛ ليساعد أبيه في الخروج من الأزمة.

بحث كثيراً فعاملا السن و المؤهل كانا أكبر العوائق في طريق حمد حتى سخر الله له من يزيل تلك الشروط لتعيينه كحارس أمن (سيكيورتي) في مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي يرتادها الكثير من كبار الشخصيات من أمراء وتجار وأدباء و لم يبخلوا على حمد بالنصح و المشورة.

بعد سنواتٍ أربع ترك حمد العمل في المؤسسة الخيرية منشأ ومقر جائزة الملك فيصل العالمية أيضاً لأسبابٍ ظالمة.

لم يدرِ حمد أن تلك الأسباب الظالمة ستكون سبباً لإزاحة ستار الفشل ليرى نفسه على منصات النجاح و التتويج حيث قال الله عز وجل "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ".

أكمل الشمري صفوف المرحلة الثانوية بنظام المنازل بإمتياز تزامناً مع عمله كمراقب في إحدى المدارس الأهلية و التحق بجامعة الملك سعود لإكمال دراسته الجامعية بتخصص المحاسبة.

بعد سنةٍ ونصف أضطر الشمري للإنقطاع عن الدراسة لسبب ما، وحينها كانت وزارة التعليم العالي قد أعلنت عن برنامج الإبتعاث الخارجي الذي جدد الأمل للمُكافح حمد.

ألتحق بركاب المبتعثين لأمريكا وحاول أن يغير تخصصه مراراً من المحاسبة إلى اللغة الإنجليزية بعد عشقه لها حتى وافقت الملحقية الثقافية السعودية على الطلب.

في عام 2010 تخرج حمد بدرجة البكالوريوس في التطبيقات اللغوية من جامعة بورتلاند الحكومية في أمريكا وأنضم إلى أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز ليصبح معيداً فيها.

لم ينتهِ مشوار حمد فقد قرر إكمال الدراسة والحصول على درجة الماجستير وحقق أمنيته وهو الآن أحد مبتعثي الدولة في جامعة ملبورن في استراليا.

قصة حمد يجب أن تكن جرعة تفاؤل لكل شخص قست عليه الظروف ولكن مازال قادراً على استرجاع جزء من أحلامه ولمس سقف طموحاته ليسعد ويسعد به المجتمع العربي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي