تأثير العولمة على الثقافة

تأثير العولمة على الثقافة

أثارت العولمة جدلا كبيراً ، ونقاشاً مستمراً،منذ استعمالها وإدراجها فى حقل الألفاظ الثقافية ، ووقف الكثير أمامها ، وأمام مدلولها ومفهومها العام الذى تعرف به .
العولمة ( Globalization )

اجتهد الكثير من العلماء فى تعريف العولمة، واهتموا كثيرا فى إبراز المفهوم،وتوضيحه لدى الشعوب المختلفة ؛لكى يتقبله الشعب ويحاول فهم مضمونه للاستفادة به قدر الإمكان.
ولفظ العولمة هى ترجمة للمصطلح الإنجليزى (العولمة) Globalization) )وبعض العلماء يترجمها بالكونية ، وبعضهم يترجمه بالكوكبة ،إلا إنه فى الآونة الأخيرة اشتهراللفظ بين الباحثين بمصطلح العولمة وأصبح من أكثر الترجمات شيوعا بين أهل السياسة والاقتصاد والإعلام ،ويأتى تحليل الكلمة بالمعنى اللغوى وهى تعنى (التعميم للشىء واكسابه الصبغة العالمية وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله).

كما يعرفها أحد العلماء في اللغة على أنها(فى اللغة مأخوذة من التعولم والعالمية، والعالم ).
وفى الاصطلاح (تعنى اصطباغ عالم الأرض بصبغة واحدة شاملة لجميع أقوامها وكل من يعيش فيها وتوحيد أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية من غير اعتبار لأختلاف الأديان والثقافات والجنسيات والأعراق)؛ولذلك ليس لها تعريف جامع مانع ؛فهى مصطلح غامض فى أذهان الكثيرمن الناس، ولكن اجتهد الكثير من الباحثين فى هذا المجال ؛فوضح المفهوم والمغزى المقصود من وراء كلمة عولمة وهى( تعنى تعميم نموذج الحضارة الغربية،ولا سيما الأمريكية و أنماطها الفكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية فى العالم كله).

وتقدمت وازدهرت فى الفترة الأخيرة بسبب وسائل الاتصالات الحديثة كالإنترنت والإعلام المتداول سواء المرئى منه أم المسموع؛فأصبح العالم وكأنه قرية صغيرة ،وأصبحنا نعلم جميعا ما حاق بسوريا، وما يحدث فى فلسطين ولبنان والعراق وفى كل بلاد العالم العربى والغربى ، ونحن فى مكاننا،ننفتح على كل أرجاء العالم ،ونشاهد ما لم نتوقع مشاهدته فى يوما ما.

وقد ساهم هذا الانفتاح فى إثراء التراكم المعلوماتى الذى يؤدى إلى الثقافة والعلوم المعرفية بكل مجالاتها،إذن ساهمت العولمة بشكل ملحوظ فى إثراء الحركة الثقافية على مستوى العالم ،ولكن فى الوقت ذاته أثرت سلبا عليها.
فكيف حدث ذلك؟

حدث هذا عن طريق وسائل الإعلام المختلفة التى ساهمت فى تناقل المعلومات من كل بلدان العالم وصبها فى مختلف البلدان والأديان والعادات والتقاليد،وأدى هذا إلى المعرفة والعلم والثقافة، فى حين كان يظن البعض إنها بعيدة المنال.

ومن هذه السليبات التى أثرت عليها:-

أولا:- اكتساب ثقافات جديدة ومغايرة بشكل واضح عن ثقافتنا الأم.

ثانيا:- التأثير الواضح لهذه الثقافات نتيجة الخلط والدمج بينهما، وعدم تحديد هوية ثقافية لكل شعب.

ثالثا:- تشويه أصول المرجعيات الثقافية القديمة،وخلط الثقافة بمعلومات غريبة وشاذة،وإدخال بعض الألفاظ والمعتقدات المستجدة عليها،مما أدى إلى التلفظ بها وخلطها فى أصول ثقافتنا والبعد بها عن منبع الآصالة والفصاحة.

رابعا:- عدم معرفة كيفية التعامل مع النتاج الجديد من هذا الخلط المتعمد مما أساء للثقافة أكثر من ذى قبل.

إذن أثرت العولمة بكل قوة على الثقافة ، وأدت إلى انفتاحات عالمية كثيرة كانت سببا رئيسيا فيها على الرغم من اختلاف هذا التأثير سواء بالسلب أم بالإيجاب.

الأكثر قراءة