أكد لـ "الاقتـصادية" المختص الأمني اللواء متقاعد خضر الزهراني مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون الأمن السابق، أن وجود نسب من الحجاج المخالفين للأنظمة في المشاعر المقدسة من عدد الحجاج الإجمالي بشكل سنوي، يعود إلى أن هناك الكثير من المقيمين المتواجدين في السعودية، يرون أن الفرصة سانحة لأداء النسك وبأقل التكاليف الممكنة، وأرجع السبب الحقيقي خلف لجوء السعوديين إلى أداء الفريضة بشكل غير نظامي، إلى نواح وجدانية ودينية.
وأشار إلى أن التعامل الذي كانت تحذو نحوه الحكومة السعودية آنذاك، والقاضي بالتغاضي قدر المستطاع عن فرض العقوبة على الحجاج غير النظاميين والاكتفاء بالحملات الإعلامية والإعلانية التوعوية، لم يكن له الأثر الكبير في تخفيض نسب تسرب الحجاج، التي تؤدي إلى إضعاف جودة الخدمات وتؤثر سلباً في الحجاج النظاميين الذين يتعرضون للمضايقة.
وأبان الزهراني أن السبب الحقيقي خلف تسرب السعوديين إلى المشاعر المقدسة لأداء الفريضة بشكل غير نظامي، يرجع إلى نواح وجدانية ودينية، وذلك بعيداً عن الدخول في مسائل حسابية ومالية، حيث إنهم كانوا يتفقون على شكل مجموعات لأداء النسك ودون أن يرتبطوا بأي حملة من حملات الحج، أو يتكبدوا دفع المصاريف اللازمة للدخول ضمن نطاق تلك الحملات.
ولفت إلى أن الأجانب في السعودية، استغلوا من السابق الإجازة الرسمية للدولة خلال فترة الحج لأداء النسك بعيداً عن أعين كفلائهم، في ظل عدم وجود نظام قوي يرصد من قام بتأدية فريضة الحج، وهي الوسائل التقنية التي بدأ استخدامها منذ حج هذا العام ولأول مرة.
ولم يستبعد أن تكون الخبرة الأمنية والإدارية للأجهزة المعنية العاملة في الحج التي اكتسبتها طوال السنوات الماضية، قد يكون لها أيضاً أثر في معرفة وسائل وطرق تسرب الحجاج إلى المشاعر، التي عملوا الآن على إغلاق منافذها، مفيدا بأن غالبية الحجاج المخالفين قدموا إلى المشاعر من داخل مكة المكرمة وليس عبر منافذها المختلفة.
واستدرك مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون الأمن السابق: "هناك بعض الوافدين ومتسللين دخلوا إلى السعودية بصفة غير شرعية ولا يمتهنون أعمالا، استغلوا الحج لممارسة أساليبهم الإجرامية المختلفة، خاصة النشل والسرقة منها"، مبينا أنهم وحتى إن كانوا موجودين فإن أعدادهم لا تصل إلى العشرات مقارنة بمئات الألوف من الأجانب بشكل عام الذين يؤدون فريضة الحج سنويا".
