عندما يغرِّد الخصم والحكم!
يبدو أن سقف مطالبات الوسط الرياضي للجنة الحكام لن يكتفي بما هو مطلوب من الحكام داخل الملعب فحسب، فالأمر لم يعد يقتصر على ضربة جزاء لم تحتسب أو هدف غير صحيح تم احتسابه أو لاعب يستحق الطرد أم لا!
كل هذه الأمور التحكيمية تخضع للتقدير والاختلاف بين المحللين ومقيمي الحكام، على الرغم من تأثيرها الكبير، لكن لا أعتقد أن هناك أسوأ وأفظع من أن يتجاوز سقف المطالبات كل هذه الأخطاء المؤثرة في نتائج المباريات التي أجبرت الأندية على إصدار البيانات ورفع الصوت عالياً لمن لا يسمع الصوت إلى ضرورة أن يلتزم هذا الحكم أو ذاك بالحياد ويبتعد عن إعلان الميول والتعصب والتغني بفريقه المفضل أمام الملأ في مواقع التواصل الاجتماعي!
ما حدث من عضو لجنة الحكام في تغريدته التي أحدثت ضجة كبيرة على ''تويتر'' أمر معيب ولا يمكن لعقل أن يتصوره من قضاة الملاعب، ويخدش بالتأكيد نزاهة كرة القدم، ويعرض مصداقية الحكام واللجنة لمزيد من التشويه والتشويش والإثارة التي تسهم في احتقان أندية صرفت وعملت وتعاقدت وكانت تأمل أن ترى نتائج ذلك على أرض الواقع دون تدخّل من أحد، فضلاً عن احتقان الجماهير التي انصرفت عن الأحاديث الفنية إلى اتهامات وأحاديث متأزمة لا تنقطع عن أخطاء الحكام المؤثرة التي لن تتوقف داخل الملعب أو خارجه طالما كان هذا فكر هؤلاء الحكام الذي أصبح محل تساؤل واستنكار ملايين المغردين!
إزاء هذه الأخطاء المؤثرة أتذكر أنني طالبت في مقال سابق بحماية ملايين الأندية من مثل هذه التجاوزات التي أصبحت تتزايد لحظة بلحظة، وقلت إنها ستستمر ما دامت قوانين لجنة الانضباط تحمي الحكام وتقف في صفهم بدلاَ من أن تخضعهم للمتابعة والمساءلة والمعاقبة!
لقد حاسب الاتحاد الإنجليزي لاعباً أساء لزميله بسبب تعليقات نشرها على موقع ''تويتر''، لأن هذا الأمر فيه إساءة إلى سمعة الرياضة، فلماذا لا نرى تحركاً جاداً وعاجلاً من الاتحاد السعودي ولجنتي الانضباط والحكام يفتح ملف تغريدات قضاة الملاعب التي أصبحت تمس نزاهة اللعبة بشكل لا يقبل الجدل؛ حماية لملايين الأندية من مساوئ وسلبيات (تغريدات) لا تفهم منها إلا تشجيعاً متعصباً لناد بعينه، وإطلالة للفساد والتلاعب في مباريات كرة القدم ممن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا هم الخصم والحكم في ملاعبنا؟!