دوكينز والمسلمون وجائزة نوبل

أثارت تغريدة لريتشارد دوكينز الأستاذ السابق في جامعة كامبردج المشهور بعدائيته للأديان جدلا كبيرا، بعد نشره يوم عيد الفطر التغريدة التي قال فيها "الحاصلون على جائزة نوبل من كلية ترينيتي في كامبردج يفوقون عدد الفائزين بالجائزة من كل المسلمين. على الرغم مما فعله المسلمون من أشياء عظيمة في العصور الوسطى".
جائزة نوبل تأسست وفقا لوصية مخترع الديناميت السويدي ألفريد نوبل. وتمنح الجائزة الدولية سنويا منذ عام 1901، للاعتراف بالإنجازات في الفيزياء والكيمياء والطب والسلام والأدب. وقد فاز بجائز نوبل عشر شخصيات إسلامية، وهم: المصريان الأديب نجيب محفوظ في الأدب، والدكتور أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء، والدكتور الباكستاني محمد عبد السلام الحاصل على الجائزة في الفيزياء، والروائي التركي أورهان باموك في الأدب. كما فاز بالجائزة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات والدكتور محمد البرادعي، والناشطة السياسية اليمنية توكل كرمان، والإيرانية المحامية شيرين عبادي، والدكتور محمد يونس، والرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات في السلام.
بالمقارنة مع جوائز نوبل لأعضاء جامعة كامبردج، فقد كان هناك عديد من الإنجازات المهمة مثل اكتشاف بنية الحمض النووي DNA واكتشاف البنسلين. وقد فاز بجائزة نوبل منذ عام 1904، 89 شخصا من ذوي العلاقة بجامعة كامبردج. وبالفعل فإن كلية ترينيتي وحدها وصل عدد الفائزين من خريجيها بجائزة نوبل إلى 32 شخصا.
من جهة أخرى، يبدو أن كلام دوكينز صحيح، وبتفصيل أكثر يلاحظ أن الفائزين بالجائزة هم في مجال السلام الإقليمي الأقل أثرا في التنمية العالمية. كما يبدو أن مصر وجامعة القاهرة بالتحديد لها النصيب الأكبر من الفائزين. ولعل هذا التصريح يكون حافزا للمسلمين بالعمل أكثر.
إبداع عدد من الفائزين بجائزة نوبل لم يظهر خلال دراستهم أو عملهم في جامعة كامبردج، إنما ظهر بعد تخرج الفائزين وانخراطهم بالعمل في أماكن أخرى. كما أن هناك عددا كبيرا من خريجي كامبردج من جنسيات أخرى. إضافة إلى ذلك، يتضح أن المقارنة غير قائمة، حيث يمكن إجراء المقارنة نفسها مع الصين أو الهند، وهذا لا يعني أن الصين التي يزيد عدد سكانها عن المسلمين أقل إبداعا. ويعلم العديد أن جائزة نوبل متهمة بالتحيز على مر العصور، حيث يُلاحظ أن الفائزين بجوائز السلام هم ذوو الميول التي تتوافق مع توجهات الغرب أو المناوئين ضد النظام الاشتراكي.
من البديهي أن يكون هناك تحيز إلى الإنتاج العلمي أو الأدبي المنشور باللغة الإنجليزية أو اللغات الأوروبية الحية، ما يقلل من نصيب المناطق الأخرى في العالم. ومن الواضح أنه لا يمكن إرجاع كل إبداعات الفائزين بالجائزة إلى الكليات والجامعات التي أعدتهم، وإنما للبيئة التي احتضنتهم في توفير إمكانات الإبداع. وأخيرا جائزة نوبل ليست المعيار الوحيد للإبداع، حيث يوجد كثير من الإسهامات التقنية والتطبيقية لم يحصل مخترعوها على الجائزة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي