مرتكزات عقود التشغيل والصيانة للمباني الخدمية والتجارية

لا شك أننا حين نزور أيا من المباني الخدمية حكومية كانت أو تجارية لإنهاء معاملات أو بهدف التسوق والاستجمام، أو كنا على سفر ومررنا بأحد المطارات الدولية أو الإقليمية وغيرها، تترك هذه الزيارة أثرا إيجابيا أو سلبيا عن مدى سلامة وجاهزية تلك المنشآت لخدمة مرتاديها والتسهيل عليهم لإنهاء أعمالهم وتحقيق أهدافهم التي جاءوا من أجلها بكل يسر وسهولة. وبالتالي تترك هذه الزيارة، بلا شك، انطباعا سلبيا أو إيجابيا أيضاً عن مدى احترافية إدارة المنشأة في إدارة عقود الصيانة والتشغيل لديها، ومدى جديتها ورغبتها في تفعيل تلك العقود بشكل صحيح.
إن تعقيدات الأنظمة والمعدات في المباني الحديثة، والشروط التشغيلية لها، أصبحت تتطلب وعيا من ملاك ومديري الصيانة لمواكبة الاحتياجات الجديدة، وإدارة أعمال التشغيل والصيانة بطريقة فاعلة واقتصادية للحفاظ على أداء المباني الخدمية والتجارية الوظيفة التي أنشئت من أجلها بأقل التكاليف وبأعلى درجات السلامة. وفي حال غياب طاقم صيانة ذاتي فاعل يشمل كادرا فنيا مؤهلا وأدوات مناسبة يصبح التعاقد مع مقاول "صيانة وتشغيل" الحل الأمثل للقيام بأعمال الصيانة والتشغيل بطريقة احترافية تأتي بنتائج مرضية.
إن وجود صيغة تعاقدية مناسبة تحوي آخر التطورات والمستجدات من أهم الخطوات للحصول على عقد ناجح. إن الملاك ومسؤولي الصيانة ومهندسي الصيانة بصفة عامة يحتاجون إلى صيغة تعاقد مناسبة تتضمن نوع الخدمات التي سيتم التعاقد من أجلها، وأهم الأعمال التي ينبغي إنجازها، وطرق تقييم الأداء لأعمال المقاول، وذلك لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
كثيرا ما يتجاهل المالك الفروقات بين مقاولي الصيانة والتشغيل في تعريف وتحديد الأعمال التي يشملها العقد. مثال ذلك أعمال الإصلاح، والفحص، وأعمال الصيانة الوقائية والصيانة التوقعية، وبرامج التشغيل والقياس للأجهزة والمعدات، وإجراءات السلامة. حيث إنه من الأهمية عند الحصول على العطاءات تقييم مستوى الخدمة المقدمة من المقاولين المتنافسين، وذلك من خلال مقارنة خطة وبرامج المقاول التنفيذية للعقد مع السعر المقدم.
ينبغي للمالك أو مدير الصيانة تحديد مدى أهمية إبرام عقد الصيانة والتشغيل، والأهداف التي يطمح إلى تحقيقها، ويلزم تحديد نوع العقد الأكثر فائدة من الناحيتين الفنية والمالية، الذي ينبغي أن يتناسب مع الاحتياجات الفعلية والخطة التشغيلية التي تخدم المالك والمنشأة. كما يتطلب تحديد الخطوات العملية للحصول على أفضل التطبيقات التنفيذية التي تخدم العقد للحصول على أفضل النتائج، بما فيها الاتفاق على تحديد طرق قياس نتائج الأداء خلال التنفيذ وتقييمها بشكل دوري.
وأخيراً .. إن الاحترافية في صياغة وتنفيذ عقود الصيانة والتشغيل لها مردود اقتصادي مباشر وغير مباشر على المالك والمستثمر. ويجب ألا ينظر إلى تلك العقود أو أعمال الصيانة والتشغيل بصفة عامة على أنها هدر مالي غير مرتجع، كما أن لها مردودا إيجابيا مهما على الوجه الحضاري للبلد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي