بعد اكتشاف مادة الجرافين بتسع سنوات، كشف العلماء في جامعة مانشستر عن خاصية مميزة جديدة لها، وهلل لها العلماء في حينها واعتبروها ''المادة العجيبة'' الأولى للقرن الـ21.
الكشف الأخير الذي نشر في مجلة ''نيتشر كوميونيكيشنز''، عبارة عن وجود بقع ميكروسكوبية في مادة الجرافين يمكن إكسابها خاصية المغناطيسية، ويمكن تشغيل هذه الخاصية وإطفاؤها بمفتاح كهربائي.
ويقول أندريه جايم، الذي حاز جائزة نوبل لمشاركته في الكشف الأصلي لهذه المادة، والذي اشترك في نشر البحث، إن هذا يمكن أن يفتح مساراً جديداً في الأجهزة الكهربائية التي تستهلك مقادير ضئيلة جداً من الطاقة الكهربائية.
والآن يجري بالفعل تطوير مجال ضخم من التطبيقات الأخرى لمادة الجرافين، تراوح ما بين شاشات الكمبيوتر القابلة للطي، والبطاريات المحسنة والخلايا الشمسية وأجنحة الطائرات القوية إلى نوع جديد من أنظمة إعطاء العقاقير الطبية للجسم.
يعتبر فريق مانشستر للجرافين هو الأول الذي يبين كيفية تشغيل وإغلاق خاصية المغناطيسية لأي مادة وليس بتغيير اتجاه هذه الخاصية من الشمال إلى الجنوب أو عكس ذلك. وتعد المواد الممغنطة المفتاح لكثير من أجهزة تخزين المعلومات، مثل أقراص الكمبيوتر التي تخزن نتف البيانات من خلال الاستقطاب باتجاه الشمال أو الجنوب. لكن قلب الاتجاه عملية بطيئة نسبياً ومستهلكة للطاقة ولم يتم دمجها بعد في الأجهزة الفاعلة مثل الترانزيستورات.
والجرافين هي أرق مادة يمكن الحصول عليها على شكل بُعدين، وهي تتكون من طبقة من ذرات الكربون التي ترتبط بعضها مع بعض مثل شبك الطيور سداسي الشكل. وتظهر الخاصية المغناطيسة لهذه المادة عند إضافة أو إزالة عدد قليل من ذرات الكربون، أو إضافة ذرات أخرى إليها.
ويقول البروفيسور جايم: ''أتعجب من عدد المفاجآت التي تخبئها لنا هذه المادة في المستقبل''.
ويضيف: ''كانت هذه مفاجأة غير متوقعة ولم نكن مستعدين لها. علينا الانتظار ورؤية ما يحدث في السنوات القليلة المقبلة، لكن ربما يؤدي اكتشاف المغناطيسية المتغيرة إلى آثار تفوق أغلب التوقعات المتفائلة بهذه المادة''.

