الربيع هنا .. والمكاسب في «لندن»

فعلاً مصائب قوم عند قوم فوائد ..!! فالبلاد العربية التي اعتادت أن تكون قبلة للسياحة الخليجية والعربية في إجازة الصيف تحول عنها زائروها هذا العام واتجهوا إلى العاصمة البريطانية "لندن"، والسبب الربيع العربي وما رافقه من توتر سياسي وأمني حتى لدول الجوار لهذه البلاد .. مثل "لبنان" حيث حذرت معظم دول الخليج رعاياها من زيارته هذا العام نظراً للاضطرابات التي تشهدها "سورية" - كان الله في عون الجميع.
فقد تدفق الخليجيون على "لندن" في إجازة الصيف هرباً من الحر .. ولكن الأعداد هذا العام في تزايد بعد أن تحول الزائرون من "مصر" و"سورية" و"لبنان" إلى عاصمة الضباب .. وفي شوارع "لندن" تفاجأ بعشرات السيارات الفاخرة والنادرة تجوب شوارع أحياء "نايتسبريدج" و"كانسيكتنغ" شحنت خصيصاً من "الإمارات و"الكويت" و"قطر" و"السعودية" لفترة الصيف فقط.
حضور هذه الشريحة من الأغنياء يوفر فرصاً ذهبية بالطبع للمحال التجارية في العاصمة البريطانية في وقت تعاني فيه "بريطانيا" من أسوأ ركود اقتصادي منذ عقود .. وحلول شهر رمضان هذا العام في منتصف الصيف دفع الكثير من السياح الخليجيين إلى تقديم إجازاتهم قبل شهر الصيام بأسابيع .. إذ سجلت فنادق الخمس نجوم ارتفاع الحجوزات في الأسابيع الماضية من دول "الشرق الأوسط" بـ 80 في المائة .. وهذا ما شجع العديد من المحال التجارية وسط العاصمة على إطلاق تنزيلات الأسعار في محاولة لاستقطاب جزء من إنفاقهم.
وتقدر دراسات أن المتسوق البريطاني ينفق في متاجر وسط "لندن" نحو 120 جنيهاً استرلينياً في المعدل .. في حين يرتفع إنفاق السائح الأمريكي إلى 550 جنيهاً استرلينياً .. أما معدل إنفاق السائح السعودي فيقدر بـ 1950 جنيهاً، ما يعكس القدرة الشرائية للسائح الخليجي .. وهذا ما يفسر تهافت متاجر "لندن" على اجتذابه .. ولكن بعض مشاهد الغنى الفاحش التي يجلبها بعض السياح الخليجيين لأرقى الأحياء في "لندن" تصبح مثيرة حتى لسكان "لندن" المعتادين على مثل هذه المظاهر .. ولاجتذاب المزيد من السياح فقد شرعت سلطات الهجرة البريطانية في توسيع مراكزها في مدن الخليج مثل "جدة" و"الرياض" و"دبي" و"أبو ظبي" لتلبية الطلب المتزايد على تأشيرات الدخول وتسهيل إجراءات الحصول عليها .. فعلاً .. مصائب قوم ...!!!

همس الكلام:
«المصائب تجيء طائرة، وترحل راجلة».

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي