حامد الغامدي .. عراب المسابقات المباشرة في الفضائية السعودية

حامد الغامدي .. عراب المسابقات المباشرة في الفضائية السعودية

إذا ما استثنينا أستاذ الإعلام الراحل عمر الخطيب، فيمكن القول بكل تأكيد إن حامد الغامدي ابن الباحة هو عراب المسابقات الثقافية المباشرة في التلفزيون السعودي وربما العربي إجمالا، لكن أمثلة أخرى قد تبقى حاضرة في المشهد الثقافي والإعلامي السعودي، إلا أن الغامدي كان الأبرز في هذا المجال. ويمكن تصنيف حامد الغامدي إعلاميا من جيل المخضرمين فهو الذي ما زال حاضرا في المشهد الإعلامي السعودي شهد أيضا جزءا من تجربة الجيل الإعلامي الأول الذي أسس للإذاعة والتلفزيون السعودي وقادهما ذلك الجيل لعصر ذهبي ما زال يبحث عنه التلفزيون خصوصا للعودة لعصر التأثير فلا يجد لذلك سبيلا.
وامتدت تجربة الغامدي لقرابة العقود الثلاثة كان منتصفها الأكثر وهجا لإعلامي سعودي أعاد الانتعاش لتلفزيون محلي كاد يدخل مرحلة الغيبوبة في مشهد فضائي مكتسح في أواخر التسعينات من القرن الماضي، لكن حامد ومعه جيل سعودي جديد رفضوا الانصياع لبوادر الاستسلام والتسليم لقنوات الفضاء القادم بكل ممنوع مرغوب لشعبٍ كان يسمى تلفزيونه المحلي بقناتيه "غصب واحد" و"غصب اثنان". وحاول الغامدي والسعوديون الجدد أن يثبتوا أن تلفزيونهم المحلي لم يكن ناهضا فقط بأسماء إعلامية وفدت من خارج الحدود، بل كان السعوديون المتشربون بالكامل لثقافة بلادهم اقدر واقرب لنبض المشاهد واهتماماته، فكان سباق المشاهدين بوابة العبور من مرحلة الغيبوبة والتغييب الكامل لمرحلة التجدد والانطلاق بصياغة سعودية خالصة لم تجلب ممنوعا ولم تكسر ثابتا، فأتى الغيث الفضائي من داخل المملكة وخارجها يستمطر اتصالات لا تنقطع وإعجاب مقرون باحترام.
لم تكن تلك التجربة التي طبعت مسيرة حامد الغامدي هي الوحيدة لكنها كانت الأشهر بعد أن اتخمت شركات الاتصالات بعشرات ألاف المكالمات خلال فترة تقديم برنامج سباق المشاهدين في شهر رمضان المبارك حيث انطلق البرنامج عام 1418 (1998) وتوقف في العام 2004 في عهد وزاري جديد للإعلام حاول استحداث تجارب أخرى لم تنجح بذات القدر.
ويقول حامد الغامدي حول هذه المرحلة : " قدمت سباق المشاهدين لثماني مواسم قبل أن يتوقف لأعوام ثلاثة، لكن التجربة تجددت مرة أخرى بعد أن عاد البرنامج برغبة من الوزير الدكتور عبد العزيز خوجه"، أحد عشر عاما من النجاح استمر فيها البرنامج الجاذب الأكبر لاتصالات المشاهدين والنبض الأعلى لأحلامهم، إذ كان يوزع في احد مواسمه الأكثر جذبا سيارة واحدة في كل ليله لمشاهديه المشاركين في مسابقاته المختلفة التي تقوم في أساسها على فكرة استضافة نجمين من نجوم الإعلام والفن العربي واستقبال متصلين على الهواء يقوم المذيع حامد الغامدي بإلقاء سؤالعلى أحدهم من لوحة مفاتيح هاتفيه يختار رقما منها، إذ تخفي خلف كل رقم فيها نوع التخصص الثقافي الذي سيسأل فيه المتصل الضيف ويقوم الضيفان بإعطاء إجابتين إحداهما صحيحة ليصبح الدور على المتصل ودرجة ثقافته في اختيار الإجابة الأقرب للإقناع. وكانت تجارب الغامدي مع برامج المسابقات قد انطلقت في العام 1989 في برنامج مسرح المسابقات حيث برنامج جماهيري يستقطب النجوم والمشاركين ليدخلهم في دوامة سباق يكشف العديد من مهاراتهم أمام جمهور من المتابعين على خشبة المسرح، فيما كانت التجربة التالية في مطلع التسعينات من القرن الماضي ببرنامج المسابقات المعروف في حينه سباق مع الساعة وهو الذي استمر لأعوام ثلاثة برعاية شركات عالمية عملاقة تقدم الجوائز المغرية للمشاركين.وتعددت مسارات تجربة ألغامدي الإعلامية بين المسابقات الثقافية والبرامج الفنية وكذا تقديم نشرات الأخبار، إذ كان من مذيعين قلائل تسند لهم مهمة التقديم الإخباري في تلك الفترة وحتى ألان، حيث كان قد تحصل على المركز الأول في اللغة العربية والإلقاء في دورة تخصصية في معهد الإذاعة والتلفزيون في جمهورية مصر العربية، وكذا المركز الأول وشهادة التميز في دورة خاصة بالمقابلات التلفزيونية من المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني في دمشق، وهو الحاصل قبلها على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والذي اتبعها بشهادة الماجستير في (سياسة الإدارة الإعلامية)من(جامعة جنوب كاليفونيا) في الولايات المتحدة الأمريكية.
قدم المذيع السعودي حامد الغامدي طوال مشواره الإعلامي برامج فنية وإعلامية متنوعة بدأها من مشوار الثلاثاء، حيث إن برنامج يعنى بشئون المناطق السعودية المختلفة ويستضيف مسئوليها، وكذا برنامج شريط الفنون الذي استضاف من خلاله من نخبة من نجوم الفن العربي من بينهم الفنان الأردني زهير النوباني، لكن عشق "ابن الباحة" لبرامج المسابقات جعل تركيزه ينصب على هذا المسار الذي يعد فيه ببرنامج جديد يقدم قريبا في المسار ذاته.

الأكثر قراءة