تكدس في «جوازات مكة» ومكتب العمل .. والإحصائيات بعد 10 أيام
في إطار جولاتها المستمرة والميدانية على الجهات الحكومية الخاصة بتصحيح أوضاع العمالة المخالفة رصدت ''الاقتصادية'' تكدسا في إدارتي الجوازات ومكتب العمل في العاصمة المقدسة، حيث تتواجد أعداد كثيفة من العمالة الوافدة الراغبة في تصحيح أوضاعها، في المقابل أكد المقدم محمد الحسين الناطق الإعلامي لإدارة الجوازات في المنطقة الغربية، وحطاب العنزي المتحدث الرسمي لوزارة العمل، أن بيانا سيصدر حول الأعداد التي تم تصحيح أوضاعها في غضون عشرة أيام.
أبرز المشاهد التي رصدتها الجولة الميدانية، تقدم أكثر من 85 عاملا من الجنسية المصرية بشكوى جماعية لمكتب العمل على الشركة المشغلة لهم -تحتفظ الصحيفة باسمها- وذلك بسبب عدم دفعها رواتبهم أكثر من ثلاثة أشهر، إضافة إلى الأوضاع المأساوية التي يعانونها جراء السكن غير الملائم الذي وفرته لهم الشركة.
وتفاوتت ردة الفعل من جانب العمالة المتقدمة لتصحيح أوضاعها للإجراءات المتبعة، فمنهم من أبدى رضاه مع التحفظ، والبعض منهم أبدى تذمره من طول سير الإجراءات، مشيرين إلى أنهم متخوفون أن تنتهي المهلة التي أقرتها السلطات السعودية دون أن يستطيعوا إنهاء معاملاتهم.
#2#
مكتب العمل الحدث الأبرز
كانت بداية الجولة من مقر فرع مكتب العمل في العاصمة المقدسة، مكاتب التعقيب تزخر بالعمالة الوافدة التي اصطفت في طوابير طويلة لإنهاء تعبئة الاستمارات والأوراق الرسمية، بينما في الجهة المقابلة وتحديدا الصالة الداخلية كانت مزدحمة عن بكرة أبيها بالمراجعين من المواطنين الذين هم كفلاء هؤلاء العمالة لإنهاء إجراءات نقل الكفالة.
ولفت الأنظار تكدس عدد من العمالة من الجنسية المصرية تجمعوا لتقديم شكوى جماعية على شركتهم المشغلة لهم جراء عدم تسلم رواتبهم منذ عدة أشهر، إضافة إلى أن الشركة لم تستخرج لهم إقامات نظامية منذ قدومهم إلى الأراضي السعودية.
ويقول سامح المصري: ''تقدمنا اليوم بشكوى جماعية وعددنا يقدر بنحو 85 عاملا من الجنسية المصرية، نعمل في شركة سعودية تنفذ عدة مشاريع حكومية تنموية، خصوصا في المشاعر المقدسة، نطالب فيها برواتبنا التي لم يتسلمها البعض منا من شهرين وثلاثة أشهر، إضافة إلى أننا لم نتسلم إقاماتنا النظامية منذ قدومنا إلى هنا، ما سبب لنا الكثير من المشكلات مع الجهات الأمنية، خصوصا الجوازات، حيث تم القبض على البعض منا وتم وضعهم في الترحيل لأكثر من 25 يوما''، مضيفا: ''حاولنا التواصل مع الإدارة لإخراج من تم القبض عليهم لكن لا حياة لمن تنادي، وتم ترحيلهم، ولم يستلموا باقي مستحقاتهم حتى اليوم، حيث يتم التواصل معهم من مصر، يستعلمون عن صرف مستحقاتهم ولا أتوقع أن يكون هناك جانب إيجابي من هذه الشركة''.
وتابع: ''سنتوقف عن العمل في تلك المشاريع، في انتظار ما ستؤول إليه شكوانا في مكتب العمل وهل سيتم صرف مستحقاتنا، مع العلم أن هناك أكثر من 150 شخصا سيتوجهون إذا لم يتم النظر في شكوانا إلى وزارة الحج، لأنها هي الجهة المسؤولة عنا لأننا قدمنا بتأشيرات صادرة عنها، بحكم أن شركتنا أخذت مناقصات مشاريع تخص وزارة الحج، للمطالبة بإنصافنا وإرجاع حقوقنا المسلوبة''.
وتدخل أحد زملائه بقوله: ''نعيش في أوضاع مأساوية فمقر السكن الذي نقطنه ووفرته لنا الشركة ليس ملائما للعيش فيه، فالموقع بجوار أحد جبال المشاعر المقدسة، ويوميا نتعرض للدغ العقارب والثعابين، بحكم قربنا من أوكارها في الجبل، ناهيك عن أن سقف المسكن من ''الهنكر'' الحديد، وهو ما يعد مسرحا لـ ''القردة'' التي أصبحت منبها يوقظنا كل صباح حيث تقفز على السقف وتبدأ في إزعاجنا يوميا، إضافة إلى إزعاجها لنا في منتصف الليل، ما جعلنا في إرهاق دائم ونجد صعوبة في أعمالنا، خصوصا أن المشاريع التي نعمل بها تتطلب مجهودا مضاعفا لإنجازها قبل دخول موسم الحج''.
ودعا هؤلاء العمالة الصحيفة إلى زيارة مقر سكنهم ورصده بالصور، لتكون هذه الصور شاهدا لما يعانونه من مضايقات تسببت فيها هذه الشركة، إضافة إلى عدم تسلمهم مستحقاتهم.
الجوازات .. ازدحام وغياب المعلومة
وكان الوضع في إدارة الجوازات في العاصمة المقدسة مختلفا، وتم إدخالنا إلى المقر لرصد واقع إنهاء الإجراءات التي تنفذها مع العمالة المخالفة، وبحسب ما أكده المسؤولون أنهم مشغلون في أعمال اللجنة، ولا يستطيعون الرد على استفساراتنا، مطالبين بأن يكون التواصل مع المتحدث الإعلامي، مع المنع لأخذ أي صور من داخل المقر.
وأكد أحد العمالة التي تنهي إجراءاتها وجود بطء في تسيير أمور المعاملات، متخوفا من انتهاء المهلة دون تصحيح وضعه وهو لا يزال يراجع الجوازات، فرد عليه صاحبه الذي كان يقف بجواره أن هذه إجراءات وطرق متبعة ولا بد من استيفائها، لكن الكثافة الكبيرة تعوق سرعة إنهائها، مبديا أمله في إنهاء معاملته في أقرب وقت.