القنصلية الإندونيسية: ابحثوا عن العاملات لدى شركات الاستقدام
تكرر سيناريو الازدحام الذي حدث أمس الأول أمام القنصلية المصرية، ولكن هذه المرة أمام القنصلية الإندونيسية بعد أن تجمع أكثر من ألف عامل وعاملة من الجالية الإندونيسية وتدافعوا أمام البوابات الخارجية سعياً للدخول من أجل تصحيح أوضاعهم والاستفادة من المهلة التي أعطتها السعودية للعمالة الوافدة لتصحيح الأوضاع.
إلا أن المفارقة هذه المرة، دخول السعوديين على خط الازدحام أمام القنصلية الإندونيسية بحثاً عن عاملات منزليات والظفر بهن بعد تصحيح أوضاعهن في ظل إيقاف الاستقدام من إندونيسيا حتى الآن، وهو الأمر الذي جعل أحد مسؤولي القنصلية الإندونيسية يطالب السعوديين بالبحث عن العاملات لدى شركات الاستقدام، وعدم التسبب في مضاعفة الزحام أمام قنصلية بلاده.
هذه المفارقة تأتي في وقت تتسرب فيه الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تفيد بأن السفارة وقنصلياتها تقوم بتصحيح عمالتها من خلال نقل خدماتهم إلى سعوديين للعمل لديهم في وظائف عمالة منزلية وسائقين، وهو ما نفته السفارة في الرياض منذ يومين مضيا، حيث أوضحت في إعلان عدم صحة الأخبار المتداولة حول وجود العمالة المنزلية التي يمكن توظيفها في السفارة، داعية إلى تجاهل تلك الأخبار.
المسؤول الإندونيسي الذي – فضل عدم ذكر اسمه – أوضح أن الأعداد الكبيرة من الجالية الإندونيسية التي تجمعت يوم أمس من أجل تصحيح الأوضاع، حدث ازدحام وتدافع شديد بينهم في سباق مع الزمن للاستفادة من المهلة التي أقرتها الحكومة السعودية بثلاثة أشهر وتنتهي في الثالث من يوليو المقبل.
وأضاف ''تجمع اليوم أكثر من ألف عامل وعاملة أمام البوابة بغرض إكمال بعض الإجراءات لتصحيح أوضاعهم، وتدخل أمن القنصلية لتنظيم الأمور وعدم حصول تدافع بين المراجعين، وخلال الأيام الثلاثة الماضية تكدس أكثر من أربعة آلاف شخص أمام القنصلية، ونحن نعمل على قدم وساق لإنهاء جميع الطلبات، وقد تم الانتهاء من 1500 حالة لتصحيح الأوضاع منذ بدء إجراءات التصحيح التي أعلنت عنها السعودية''.
ولفت المسؤول الإندونيسي إلى أنه مما زاد الأمر تعقيداً وزحاماً أمام القنصلية، وجود عدد من السعوديين الراغبين في إيجاد عاملات منزليات بعد تصحيح أوضاعهن، وقال ''نواجه مشكلة في أن بعض السعوديين يأتون لطلب عاملات مما سبب أزمة أخرى وأدى إلى تأخير أعمالنا، ونؤكد أننا لا نعطي عاملات ونقوم بتصحيح الأوضاع فقط ومن يريد عاملة منزلية عليه التوجه لشركات الاستقدام المعنية بالأمر''.
وأشار المسؤول القنصلي إلى أن القنصلية العامة الإندونيسية أنهت يوم أمس فقط نحو 500 حالة جاءت لتصحيح الأوضاع، مبيناً أنهم مستمرون في خدمة الجالية وتسهيل الإجراءات والأمور التي يحتاجون إليها.
وكان الجانبان السعودي والإندونيسي قد اجتمعا في آذار (مارس) الماضي ولم يتوصلا لاتفاق يضمن عودة العمالية الإندونيسية إلى المملكة في وقت قريب.
وشهد الاجتماع خلافات بين الطرفين حول شروط التعاون بينهما في مجالات العمل والعمال، إلا أنهما اتفقا على تشكيل فريق عمل من المسؤولين في الوزارتين لمواصلة وتسريع الوصول لصيغة يتفق عليها الطرفان. وأكد وزير العمل الإندونيسي على احترام إندونيسيا لقوانين السعودية وأنظمتها، مشيراً إلى حرص إندونيسيا على تدريب العمالة قبل إرسالها إلى السعودية لتكون على مستوى تطلع أصحاب الأعمال في المملكة.
يذكر أن السعودية وقعت أمس الأول اتفاقية إطارية مع الفلبين لتنظيم استقدام العمالة المنزلية منها، كأول دولة يتم التوقيع معها بشكل رسمي لاستقدام العمالة المنزلية.