ولا تفرحوا بما آتاكم!
الأخبار متفائلة هذه المرة.. وما أكثر الأخبار المتشائمة.. الأخبار تقول إن النفط مضمون لمدة 200 سنة.. وهو ما يدفعني إلى رفع عقيرتي بالغناء وأقول:
زفوني.. زفوني..
وع الورد مشوني..
وتستطيع أن تشترك معي وتقلب الموضوع كله إلى زفة، فعندنا الآن ما يكفي من النفط لنطمئن على مستقبلنا.. فكما تقول دراسة صدرت في زيوريخ في سويسرا "إن في العالم كميات من النفط تكفيه لمدة 200 سنة وإن نصف هذه الكمية موجود في الشرق الأوسط.. والسعودية هي أكبر منتج للبترول في المنطقة.. ولكن هناك دائما نقطتان يجب الالتفات إليهما في وسط الزفة والفرح.. النقطة الأولى أنه ربما.. وأقول ربما يظهر منافس للبترول يوفر الطاقة بسعر أرخص وأسهل.. وقد يكون ذلك في تطوير استخدام الذرة.. يمكن أن تصبح سلعة متاحة في البيوت والسيارات والشركات وهذا يمكن أن يحدث بعد التطور الهائل في الاستخدامات الذرية في المعامل والأجهزة الطبية.
والنقطة الثانية.. أننا يجب ألا نظل مجرد دولة منتجة حتى لا نكون مثل الثري الذي ورث عن أبويه ثروة ضخمة لم يستثمرها ويظل ينفق منها بلا إنتاج.. أقصد أننا يجب أن نستعمل هذه الثروة التي حبانا بها الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ نستغلها في إنشاء المصانع ومشروعات تحلية المياه وإنتاج الكهرباء بشكل منتظم بدلا من هذه السياسة غير المستقرة التي تنقطع فيها الكهرباء وتتوقف المياه.. وكما قرأت أن تكنولوجيا تحلية المياه تتقدم في مختلف بلاد العالم لأن الماء العذب يشح والصراع يشتد، وفي البحار مخزون من المياه يكفي البشرية حتى قيام الساعة.. قال تعالى في كتابه العزيز: "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم"، ونحن لا نريد أن نأسى على ما فات.. ولا نريد أن نفرح بما آتانا إلا بالعمل المنتج والابتكار المفيد.. زفوني.. زفوني.. إلى آخره.
همس الكلام:
«تريد أن تقول الحقيقة للآخرين قلها لنفسك أولا».