يا واد يا تخين!
غنت "سعاد حسني" لحسين فهمي في فيلم "خلي بالك من زوزو" أغنية اشتهرت في حينها وأظنها ما زالت مسموعة هي "يا واد يا تقيل .. يا مجنني" .. والواد التقيل المقصود في الأغنية ليس الثقيل الوزن .. ولكن الثقيل هو الذي لا يبدي عواطفه .. ويصبر عليها .. ويقول المثل إن التقل صنعة .. وعادة ما يكسب الواد التقيل البنت الخفيفة .. والعكس صحيح .. ولكن كل هذا في مجال العواطف والانفعالات وليس في مجال المقاييس والمكاييل.
والواد التقيل ليس منتشراً هذه الأيام .. المنتشر هو الواد التخين .. أو السمين .. أو الذي - كما يقول العلماء - يزيد وزنه على الوزن الطبيعي بـ 30 كيلو جراماً .. والوزن الطبيعي كما هو معروف هو الطول مخصوم منه متر .. فإذا كان طولك 170 سم مثلاً، فإن وزنك الطبيعي هو 70 كيلو جراماً .. فإذا زدت بضعة كيلو جرامات خمسة أو عشرة فلا بأس .. أما أكثر من هذا فأنت مقبل على الانضمام إلى حزب أشجار الجميز!
وهناك ثلاثة ملايين سعودي منضمون حالياً إلى الحزب المذكور .. أي أن 20 في المائة أو خمس عدد سكان بلادنا العزيزة تخان أو سمان حسب إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة .. وقد اعتبرت مصادر طبية أن نتائج هذه الدراسة مؤشر خطير يستدعي اتخاذ تدابير صحية للحد من تفشي ظاهرة السمنة في المجتمع السعودي خاصة أن السمنة هي التربة الخصبة التي تنمو فيها أمراض خطيرة مثل السرطان والسكري وهشاشة العظام وليس آخراً ضغط الدم القاتل الخفي الذي يؤدي إلى جلطات المخ والشلل والعياذ بالله.
وأهم ما في هذه الدراسة أو من أهمها أن أكثر أطفال المجتمع السعودي يعانون السمنة أيضاً وهذا يعني أن الأجيال القادمة ستكون غير قادرة على العمل والإنتاج!
والسمنة جزء منها وراثي .. والجزء الأهم هو زيادة كمية الطعام على ما يحتاج إليه الجسم وقلة الحركة وغيرها..
وإذا كان الواد التقيل سوف يكسب معركة العواطف .. فالولد التخين يخسر معركة الحياة.
همس الكلام:
"منذ أن تحسن فن الطهي .. نأكل ضعف حاجتنا".