Author

أفرغ جيبك إن شئت

|
بدأ يوم السبت وإتجه كل منا إلى عمله أو دراسته، فوجدنا الطرق اغرورقت بلوحات برتقاليه تحمل صور العديد من المشاهير، وكلهم ينادونك كلمني على "ببلي"، ولا أعتقد أنه سبق وشاهدنا في السعودية أي إعلان يجمع كل الأطياف كما فعل ببلي، لديك الشاعر واللاعب والشيخ والمذيع والكاتب ونجوم الإعلام الجديد، لم يكن اللافت التنوع فقط ولكن القدرة على جمع هذا العدد من النجوم. إعلانيا لابد من رفع القبعه تقديرا للقدرة المالية والتفاوضية التي حققت هذا الجمع، ومن ناحية أخرى لفتني نقاش هذا الموضوع على تويتر، فهو لا يختلف كثيرا عن نقاشنا لأغلب المواضيع، فنحن أولا نساهم في التسويق للمنتج بسبنا قبل مدحنا، فنحن نخلق ما يسمى في علم التسويق ترويج، ومن المعلوم أنه لا توجد شهره سيئه، فحتى الإنتقاد يفيد المنتج في المحصله. هناك أكثر من محور يستحق النقاش في موضوع ببلي والدعاية عامة، ونظرة المجتمع لها، المحور الرئيس الذي تناوله الكثيرين بالنقاش، هو مشاركة "شيوخ الدين" في عمل تجاري بحت، وحصولهم على دخل عبر تقديم محتوى ديني، وإنتقاد فعل المشايخ يدل على إرتفاع الوعي، وربما سقوط بعض القداسه عن الأشخاص، ويشير كذلك إلى رفض الإعلان الفج بشكل رئيسي، لأن المشايخ وسواهم كانوا يتحصلون على دخل مقابل المحتوى الديني، سواء من خلال المقالات، أو الوسائل الأخرى كالرسائل النصية. بالطبع عهد المجتمع السعودي خاصة والمجتمع العربي خاصة، إنتقاد لجوء بعض الشخصيات المعروفه للإعلان، وقد كان الإنتقال أقل بالنسبه للممثلين أو اللاعبين، ويزيد هذا الإنتقاد حدة كلما إرتفعت مكانة الشخصية في نظر المتلقي، كمفكر أو كاتب أو شيخ، وإذا تقبل المجتمع هذة الخدمة وإعلانات لمنتجات مشابهه، فهذا يعني أن هذا الحاجز سقط أمام المشاهير المحظيين. أغلب الشخصيات التي شاركت في الخدمة، تحظى بعدد متابعين كبير عبر الشبكات الإجتماعية، مما أعطى دلالة للمعلن أنه متى ما أمكن توفير منتج، يمثل تغريدات صوتيه حصريه، فالمستهلك سيكون مستعدا لدفع مقابل مادي، سيكون ضخما في محصلته، مما يغطي التكلفه الضخمة للحملة الإعلانية، ويحقق ربحية لجميع أطراف المعادلة. ختاما، أعطت الخدمة مؤشرا أن المشاركين تجاوزوا متعه المتابعين الكثر عبر تويتر ومختلف الشبكات الإجتماعية، وأبدوا رغبة حقيقة في الحصول على مقابل مادي، يمثل عائد فعلي للجماهيرية حقيقة كانت أو مزعومة، ولا أويد العبارات العاطفية التي تطلق مقولات من شاكلة "يريدون إفراغ جيوب المواطن"، ففي النهاية هو إعلان عن منتج أنت مخير بين دفع مقابل له، أو تقييمه كأمر لا يستحق أن تخسر أموالا من أجله.
إنشرها