وراء الست الحاكمة .. رجل!

إذا كان (وراء كل رجل عظيم امرأة) كما يقال .. فمن يقف وراء المرأة العظيمة الناجحة، أليس رجلاً أيضاً .. سواء كان أباً أو أخاً أو زوجاً .. ولو كانت هذه الناجحة رئيسة دولة أو وزيرة أو حاكمة، بماذا يلقب هذا الزوج .. السيد الأول .. أم "الرجل الأول" أم "رجل الظل"، وهل هو حقاً رئيس متوارٍ خلف الكواليس؟!
نتذكر هنا "مارجريت تاتشر" المرأة الحديدية التي حكمت "بريطانيا" لمدة 11 عاماً، وكان يخشاها الجميع .. لذا كان زوجها "دينيس تاتشر" محط اهتمام ومتابعة من وسائل الإعلام، إلا أنه كان يفضل الابتعاد عن الأضواء خلال تولي زوجته رئاسة الوزراء، ولم يكن لديه أي اهتمامات سياسية، حتى إنه عندما كان يتحدث للصحافة تصدر عنه تعليقات سياسية غاية في الطرافة، مما يحرج "مارجريت" بشدة، الأمر الذي دفعها إلى منعه من الإدلاء بأحاديث وتعليقات صحفية.
ولكن رغم ذلك حاول الصحفيون استفزازه مراراً، وسأله أحدهم ذات مرة يقولون: "إن المسز تاتشر منعتك من التصريح للصحافة لأنك أحمق، عليك أن تصرح بشيء لتثبت العكس".
فقال "دينيس": "أن أصمت ويحسبوا أنني أحمق خير من أن أصرح بشيء فيتأكدوا من ذلك"!
ولكن رغم بعده عن السياسة، فإنه كان من أشد الموالين والداعمين، حتى إنها عبرت عن تقديرها لجميله خلال تلك الفترة، حيث قالت في مذكراتها "لم يكن لي أن أصبح رئيسة للوزراء لو لم يكن دينيس بجانبي".
عائت "مارجريت" و"دينيس" حياة زوجية ناجحة استمرت لأكثر من 50 عاماً، حتى توفي عن عمر يناهز 88 عاماً. حزنت عليه بشدة لدرجة أنها أصيبت بصدمة نفسية وخضعت للعلاج النفسي بعدها.
من "بريطانيا" إلى الرجل الأول في "ألمانيا" زوج المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" .. هو "بواخيم زاور" أستاذ كيمياء في جامعة "هومبولدت" في "برلين" في ألمانيا .. تزوج "ميركل" عام 1998 .. منذ زواجه منها حرص على ألا يكون له دور كبير ومؤثر في الحياة السياسية الألمانية، لدرجة أنه غاب عن مراسم تنصيب "ميركل" كمستشارة لـ "ألمانيا" واكتفى بمشاهدتها في التلفزيون وفي المنزل وخلال حملتها الانتخابية، متعمداً الابتعاد عنها، ورفض إجراء أي حوار إعلامي إلا إذا كان متعلقاً ببحوثه العلمية .. وقد وصفته صحيفة ألمانية بأنه "أهم شخصية ثانوية في ألمانيا" .. ولكن "ميركل" قالت ذات مرة إن زوجها يعد من أهم مستشاريها (من وراء الستار)، مشيرة إلى حرصه الدائم على قراءة خطبتها قبل إلقائها على الجماهير .. وكذلك التعليق على تصريحاتها الإعلامية وانتقادها بشكل بنّاء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي