عندما تواجه المستحيل وتراه بعينيك تسأل نفسك هل تصدق حواسك أم تنتظر لتجد تفسيراً منطقياً لما تراه؟ اجتمع مجموعة من الباحثين حول طاولة تتوسط غرفة مظلمة، ويحمل أحدهم كشافاً ضوئياً في جيبه، ووضعوا أيديهم فوق الطاولة التي بدأت تهتز وتتمايل وتدور ثم ارتفعت في الهواء. وكان حامل الكشاف يشغله من فترة إلى أخرى ليتأكد من أن أحداًً من الحضور لم يلمس الطاولة لقد حاولوا تسلقها وجلسوا عليها جميعاً وبلغ وزنهم مع الطاولة 340 كيلو جراماً، ومع ذلك لم تكف عن الحركة! ليدرسوا ظاهرة التحريك من بُعد بقوة الإرادة والقوى العقلية فقط وتعرف بـ (الحركة النفسية أو pk)، التي تعد من أكثر ظواهر ما وراء الطبيعة غموضاً!
لقد لجأوا لتجربة الطاولة ولي المعادن من بُعد رغم عدم فائدتها للأفراد أو المجتمعات لكي يسبروا أغوار هذه الظاهرة العجيبة ويتحققوا من إمكانية حدوثها بالدليل، فهم على قناعة تامة بأن القدرة العقلية التي مكّنتك من تحريك طاولة أو لي ملعقة معدن صلبة أو التحكم في سقوط زهر النرد بالتأكيد ستمكنك من التأثير الحيوي في أنسجتك وخلاياك، مثل حركة الخلايا الحية وعمليات الشفاء والنمو وترميم الجسم بشكل عام!
يقول ''كوبر نيموس'' إن المركز الذي يحكم أفعالك أو ''كونك الشخصي'' ليس مخك وجهازك العصبي، بل عقلك وأفكارك الآتية من خارجه فأنت تحرّك يدك مثلا بأمر من جهازك العصبي لعضلاتك، ولكن من أمر جهازك العصبي؟ إنه عقلك أو تفكيرك!
ولكن لكي تنقل مركز الكون الشخصي لا بد من بذل جهد تزيد به إدراكك الحسي، هناك أشخاص يولدون بها، أما الآخرون فيحتاجون إلى تدريب فهي تحتاج إلى حالة معينة من التركيز والتحرّر من القول بعدم إمكانية فعل ذلك لأنه غير ممكن، أنها تعتمد على حدود موهبتك وقدرتك على الخيال ومن ثم استخدام هذه القدرات.
ولكن لماذا نحتاج إليها؟
يقول كينيث بانشيلدور الذي درس تأثير العقل في الأشياء الكبيرة لمدة 20 عاماً، إن الحركة النفسية قادرة على إحداث تغييرات ليست بالضرورة على شكل حركة، بل قد تكون تغيراً كيماوياً مثل طبع صورة على ورق تصوير بالتركيز الذهني لا غير في حالة ''التصوير الحسي الفائق'' أو إحداث ضوء أو أثر كهربائي أو رائحة أو توليد نغمات أو تفاعلات حيميائية حيوية داخل الجسم مما ينتج عنه الشفاء غير الاعتيادي وهذا أكثر ما يهمنا قوة تأثيرك الداخلي في نفسك وخلاياك وليس فقط في حالتك النفسية.
إنها ليست قوى جديدة إنما قوة كامنة تحتاج إلى أن تطلقها من عقالها حتى ترى أن قدرات هذه القوة الكامنة تكاد تكون بلا حدود، ورغم أن العامة يعزونها إلى السحر والشعوذة إلا أن الباحثين المؤمنين بوجود هذه الظاهرة يفترضون أن كل شخص يطلق عقله موجات كهرومغناطيسية بسيطة، ولكن عندما تتولد هذه الموجات بشكل كبير لسبب ما وتركيزها في مجال معين يمكن عندها التحكم فيها وتحريك أو التأثير في الأشياء، وآخرون يرجعونها إلى الطاقة المنبعثة من الغدة الصنوبرية في الدماغ التي تقابل منطقة ما بين العينين لذا يسميها الهنود ''العين الثالثة''، ويُقال إنها تنشط في السجود لذا قد تكون لدى المصلين زيادة في هذه القدرة على غيرهم.