الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الجمعة, 19 ديسمبر 2025 | 28 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.27
(-0.84%) -0.07
مجموعة تداول السعودية القابضة151.8
(-1.56%) -2.40
الشركة التعاونية للتأمين115
(-1.71%) -2.00
شركة الخدمات التجارية العربية120.3
(-0.66%) -0.80
شركة دراية المالية5.41
(2.08%) 0.11
شركة اليمامة للحديد والصلب31.3
(-1.26%) -0.40
البنك العربي الوطني21.18
(-0.24%) -0.05
شركة موبي الصناعية11.2
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.4
(-1.23%) -0.38
شركة إتحاد مصانع الأسلاك19.84
(-0.55%) -0.11
بنك البلاد24.77
(-0.72%) -0.18
شركة أملاك العالمية للتمويل11.33
(0.18%) 0.02
شركة المنجم للأغذية53.85
(0.19%) 0.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.58
(0.87%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية52.75
(0.67%) 0.35
شركة سابك للمغذيات الزراعية112.7
(1.62%) 1.80
شركة الحمادي القابضة27.58
(-2.75%) -0.78
شركة الوطنية للتأمين12.98
(-0.61%) -0.08
أرامكو السعودية23.65
(0.21%) 0.05
شركة الأميانت العربية السعودية16.37
(-0.12%) -0.02
البنك الأهلي السعودي37
(1.09%) 0.40
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات28.16
(-0.78%) -0.22

قبل 25 يناير ، احتل الإخوان المسلمين رقعة لا بأس من حبِّ الناس ومن تعاطفهم ، لأنهم كانوا الأقرب إلى الشارع ، كما أنهم كانوا يتحدثون بلغة تستميل قلوب الناس لتعلقها «بقال الله ، وقال رسوله» ، إضافة إلى مُكون ثالث مُتمم لا يقل أهمية ، وهو تعرضهم لملاحقات واعتقالات فُُسِّرتْ بأكثر من تفسير من قبل أطراف المعادلة السياسية في مصر ، لكن الشارع لم يعبأ كثيراً بهذه التفاصيل ، وتعاطف فطرياً وتلقائياً مع الطرف الذي ظنّ أنه مُضطهد ، على اعتباره الطرف الأضعف في معادلة الصراع السياسي على الساحة.

الآن ، وقد تحرر الإخوان من هذا التضييق ومن ذاك تحجيم ، بأن صار لهم حزب سياسي، وصل رئيسه بانتخابات حرة إلى قصر الرئاسة حاكماً لمصر ، فإنّ الأمر قد اختلف كلياً ، إذ انتقلت مشاعر الناس من «التعاطف مع» إلى «التعويل على» ، ومن ثم فالكلمات أضحت مرصودة، والأفعال أمست محسوبة ، والآمال صارت معقودة ، من قبل العقل الجمعي للمجتمع ، وهو عقلٌ لا يخطئ في الحساب ولا في العقاب.

طالب الإخوان عبر عقود مضت بفرصة كي يثبتوا جديتهم في حب مصر ، وحمل الخير لها ولشعبها ، فجاءتهم الآن أكثر من فرصة ليترجموا ما قالوه إلى حقائق يلمسها الناس في حياتهم ، وذلك - في تصوري - محكٌ كاشف ، وامتحان حقيقي سيشهد الناس في بلدي قدرة الإخوان على اجتيازه أو عدم اجتيازه ، إذ ذهبت السكرة وجاءت الفكرة ، ولا يمكن أن تقبل أو حجة للفشل.

إنّ المناورة من قبل الإخوان بالترفع عن المناصب السياسية، لن يمر مرور الكرام على عقول المتأملين لمسلسل الأحداث ، فالظاهر يوحى بأنه لا مطمع للإخوان في سلطة أو منصب ، وهو ما أعلنوه وما نشروه ، ولكن النظرة المتأنية لبواطن الأمور لا يمكن أن تتوقف عند هذا «التبرير المثالي» الذي برر به الإخوان موقفهم من تولى المناصب ، ذلك لأن الحساب السياسي لا يعتمد مطلقاً على تلك المثاليات، وموقف الانتخابات الرئاسية لا زال ماثلاً في الرؤوس.

المسألة - في رأيي - تقوم على حساب دقيق قام به الإخوان حول جدوى قبول بعض المناصب السياسية.. ذلك الحساب أفضى إلى التأجيل حتى «حين» ، وذلك لعدة أسباب - هي من وجهة نظري – كالآتي :

(1) الإخوان يدركون جيداً أن أرباب المناصب السياسية سيواجهون في الوقت الراهن متاعب جمّة ، قد تعرضهم «للاحتراق شعبياً» وهو ما لا يريده الإخوان ، الذين يعتمدون على التعبئة الشعبية اعتماداً كبيراً ، ولذا يسعون إلى تمرير فترة ما قبل الانتخابات البرلمانية بأقل خسائر شعبية ممكنة.

(2) الإخوان يفضلون دائماً أن يبدؤوا من قاعدة الهرم (النقابات - مراكز الشباب - المساجد - الجمعيات الاجتماعية - المحليات.. الخ).

(3) الإخوان يلعبون بإتقان دور المشاهد الجيد حتى تتضح الصورة ، والمشارك المنظم إن دعت الضرورة، والناصح الماهر إن تعثر الأمران.

(4) الإخوان لا يريدون أن ينكشفوا في مشهد سياسي لا يتفق مع الصورة الذهنية المتراكمة في عقل رجل الشارع ، والتي نجح إعلامهم المنظم في تشكيلها عبر عقود.

ربما يتفق معي البعض أو يختلف حول هذه الأسباب ، ولكن تبقى وجهة نظر قابلة للنقاش والنقد، في إطار المشهد العام الذي يتحرك فيه الإخوان بشيء من الحنكة والحذر ، خاصة والإخوان لا يريدون مكاسب وقتية ، في ظل ظروف تسمح بتحقيق مكاسب طويلة المدى ولكن بشيء من الصبر ، ومن ثم فسوف يعمد الإخوان في القادم من الأيام إلى تشكيل تحالفات مع التوائم الإسلامية ، كما سيخوضون مؤتمرات حوارية مع الأطراف المناوئة لتهدئة الشارع كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، حتى تتحقق التوطئة المطلوبة للانتخابات القادمة.

كثيرٌ من المثقفين المصريين - وأنا منهم - لا يعنينا شخص من يُشِّرع أو من يحكم ، ولكن يعنينا بالدرجة الأولى ماذا سيقدم للوطن والمواطنين ، لأننا بالضرورة لسنا طرفاً في أي لعبة سياسية قائمة أو قادمة ، ومن ثم فإن معيار الموضوعية هو الذي يحرك آراءنا تجاه هذا الشخص أو ذاك ، وعليه فلن نكون أسرى عواطف أو انتماءات ضيقة لشخص أو تيار أو جماعة ، خاصة وقد أماطت الفترة السابقة اللثام عن حقائق سيكون لها مردود مؤثر للغاية أمام صناديق الانتخابات.

وفق الله أبناء مصر إلى التلاحم ، وجمع قلوبهم على محبتها وإعلاء شأنها.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية