الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الاثنين, 15 ديسمبر 2025 | 24 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.4
(-1.18%) -0.10
مجموعة تداول السعودية القابضة154.9
(0.78%) 1.20
الشركة التعاونية للتأمين123
(0.90%) 1.10
شركة الخدمات التجارية العربية126.8
(0.00%) 0.00
شركة دراية المالية5.35
(0.00%) 0.00
شركة اليمامة للحديد والصلب31.86
(-1.06%) -0.34
البنك العربي الوطني21.69
(-0.50%) -0.11
شركة موبي الصناعية11.4
(0.88%) 0.10
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.9
(0.26%) 0.08
شركة إتحاد مصانع الأسلاك21.06
(0.72%) 0.15
بنك البلاد25.08
(0.32%) 0.08
شركة أملاك العالمية للتمويل11.32
(0.27%) 0.03
شركة المنجم للأغذية52.55
(-1.13%) -0.60
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.63
(-1.94%) -0.23
الشركة السعودية للصناعات الأساسية53.55
(-0.83%) -0.45
شركة سابك للمغذيات الزراعية113.9
(-0.96%) -1.10
شركة الحمادي القابضة28.4
(-0.21%) -0.06
شركة الوطنية للتأمين13.14
(-1.20%) -0.16
أرامكو السعودية23.95
(0.25%) 0.06
شركة الأميانت العربية السعودية16.8
(0.90%) 0.15
البنك الأهلي السعودي37.56
(-0.05%) -0.02
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات29.1
(-0.82%) -0.24

قبل 25 يناير ، احتل الإخوان المسلمين رقعة لا بأس من حبِّ الناس ومن تعاطفهم ، لأنهم كانوا الأقرب إلى الشارع ، كما أنهم كانوا يتحدثون بلغة تستميل قلوب الناس لتعلقها «بقال الله ، وقال رسوله» ، إضافة إلى مُكون ثالث مُتمم لا يقل أهمية ، وهو تعرضهم لملاحقات واعتقالات فُُسِّرتْ بأكثر من تفسير من قبل أطراف المعادلة السياسية في مصر ، لكن الشارع لم يعبأ كثيراً بهذه التفاصيل ، وتعاطف فطرياً وتلقائياً مع الطرف الذي ظنّ أنه مُضطهد ، على اعتباره الطرف الأضعف في معادلة الصراع السياسي على الساحة.

الآن ، وقد تحرر الإخوان من هذا التضييق ومن ذاك تحجيم ، بأن صار لهم حزب سياسي، وصل رئيسه بانتخابات حرة إلى قصر الرئاسة حاكماً لمصر ، فإنّ الأمر قد اختلف كلياً ، إذ انتقلت مشاعر الناس من «التعاطف مع» إلى «التعويل على» ، ومن ثم فالكلمات أضحت مرصودة، والأفعال أمست محسوبة ، والآمال صارت معقودة ، من قبل العقل الجمعي للمجتمع ، وهو عقلٌ لا يخطئ في الحساب ولا في العقاب.

طالب الإخوان عبر عقود مضت بفرصة كي يثبتوا جديتهم في حب مصر ، وحمل الخير لها ولشعبها ، فجاءتهم الآن أكثر من فرصة ليترجموا ما قالوه إلى حقائق يلمسها الناس في حياتهم ، وذلك - في تصوري - محكٌ كاشف ، وامتحان حقيقي سيشهد الناس في بلدي قدرة الإخوان على اجتيازه أو عدم اجتيازه ، إذ ذهبت السكرة وجاءت الفكرة ، ولا يمكن أن تقبل أو حجة للفشل.

إنّ المناورة من قبل الإخوان بالترفع عن المناصب السياسية، لن يمر مرور الكرام على عقول المتأملين لمسلسل الأحداث ، فالظاهر يوحى بأنه لا مطمع للإخوان في سلطة أو منصب ، وهو ما أعلنوه وما نشروه ، ولكن النظرة المتأنية لبواطن الأمور لا يمكن أن تتوقف عند هذا «التبرير المثالي» الذي برر به الإخوان موقفهم من تولى المناصب ، ذلك لأن الحساب السياسي لا يعتمد مطلقاً على تلك المثاليات، وموقف الانتخابات الرئاسية لا زال ماثلاً في الرؤوس.

المسألة - في رأيي - تقوم على حساب دقيق قام به الإخوان حول جدوى قبول بعض المناصب السياسية.. ذلك الحساب أفضى إلى التأجيل حتى «حين» ، وذلك لعدة أسباب - هي من وجهة نظري – كالآتي :

(1) الإخوان يدركون جيداً أن أرباب المناصب السياسية سيواجهون في الوقت الراهن متاعب جمّة ، قد تعرضهم «للاحتراق شعبياً» وهو ما لا يريده الإخوان ، الذين يعتمدون على التعبئة الشعبية اعتماداً كبيراً ، ولذا يسعون إلى تمرير فترة ما قبل الانتخابات البرلمانية بأقل خسائر شعبية ممكنة.

(2) الإخوان يفضلون دائماً أن يبدؤوا من قاعدة الهرم (النقابات - مراكز الشباب - المساجد - الجمعيات الاجتماعية - المحليات.. الخ).

(3) الإخوان يلعبون بإتقان دور المشاهد الجيد حتى تتضح الصورة ، والمشارك المنظم إن دعت الضرورة، والناصح الماهر إن تعثر الأمران.

(4) الإخوان لا يريدون أن ينكشفوا في مشهد سياسي لا يتفق مع الصورة الذهنية المتراكمة في عقل رجل الشارع ، والتي نجح إعلامهم المنظم في تشكيلها عبر عقود.

ربما يتفق معي البعض أو يختلف حول هذه الأسباب ، ولكن تبقى وجهة نظر قابلة للنقاش والنقد، في إطار المشهد العام الذي يتحرك فيه الإخوان بشيء من الحنكة والحذر ، خاصة والإخوان لا يريدون مكاسب وقتية ، في ظل ظروف تسمح بتحقيق مكاسب طويلة المدى ولكن بشيء من الصبر ، ومن ثم فسوف يعمد الإخوان في القادم من الأيام إلى تشكيل تحالفات مع التوائم الإسلامية ، كما سيخوضون مؤتمرات حوارية مع الأطراف المناوئة لتهدئة الشارع كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، حتى تتحقق التوطئة المطلوبة للانتخابات القادمة.

كثيرٌ من المثقفين المصريين - وأنا منهم - لا يعنينا شخص من يُشِّرع أو من يحكم ، ولكن يعنينا بالدرجة الأولى ماذا سيقدم للوطن والمواطنين ، لأننا بالضرورة لسنا طرفاً في أي لعبة سياسية قائمة أو قادمة ، ومن ثم فإن معيار الموضوعية هو الذي يحرك آراءنا تجاه هذا الشخص أو ذاك ، وعليه فلن نكون أسرى عواطف أو انتماءات ضيقة لشخص أو تيار أو جماعة ، خاصة وقد أماطت الفترة السابقة اللثام عن حقائق سيكون لها مردود مؤثر للغاية أمام صناديق الانتخابات.

وفق الله أبناء مصر إلى التلاحم ، وجمع قلوبهم على محبتها وإعلاء شأنها.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية
الإخوان .. ثمّ ماذا ؟!