منفذ سلوى
منفذ سلوى
كنا في زيارة خاصة لدولة قطر، وعبرنا الطريق البري تجاه منفذ سلوى المؤدي لدخول منفذ أبو سمرة. في الحقيقة كان هناك فرق شاسع بين المنفذين. فمنفذ سلوى في زحام مستمر سواء في الدخول أو الخروج، ومنفذ أبوسمرة القطري لا يوجد زحام يذكر والأمور تسير بانسيابية ومرونة. كذلك الفارق كان واضح من الناحية التنظيمية والنظافة وتشييد المباني وسرعة الإجراءات وتوفر الخدمات. فمن شهد ما حصل الأسبوع المنصرم في المنفذ يكاد لا يفكر في السفر عبر البر مرة أخرى. وما علمته أن هذا الأمر مستمر على نفس الوتيرة منذ مدة طويلة. فعندما نشاهد نفس السيارات العابرة من قبل الجهتين هنالك عبور مرن وهنا تكدس، لا شك يجد أن ثمة سوء في التخطيط وعدم تنظيم لا يخفى على أحد.
المشكلة ليست كبيرة بالنسبة لشخص أو شخصين يستقلان سيارة واحدة، بقدر ما هي مشكلة طوارئ تقع على السيارات المحملة بالعائلات والأطفال والعجزة، فما شهدناه من مناظر لا شك أنها تسوء الناظرين، وكانت فعلاً لا تسر. شاهدنا العجزة المصابين بمرضى السكر والضغط كيف واجهوا مرارة قاسية، وعدم القدرة الأمهات للوصول بأطفالهن لدورات المياه من شدة الزحام وتقاطر السيارات لمسافات طويلة جداً. مع هذا كله لا يوجد معاملة تخفف على الناس ما هم فيه من مشكلة.
في الواقع أنه لم يصل لنا علم عن السبب في ذلك الزحام الكثيف!. هل كان سببه بطئ في النظام أم قلة في عدد الموظفين، أم ما هو السبب بالضبط؟. لا أحد يعلم. فيما الجهة المقابلة تنعم في حالة رغد وحياة غاية في الجمال، لا تذمر، وجه طلق، لا بطئ في النظام، لا زحام، ودورات مياه متوفرة وخدمات متعددة، اضافة إلى أن المكان نظيف، والمباني كأنها جديدة.
منذ مدة ليست طويلة عبرنا من منفذ البطحاء والرميثة لدخول دولة الإمارات ، وكان بكل مصداقية، الحال كما في منفذ سلوى وتناقضه مع الجهة المقابلة، بل سلوى كان أكثر مرارة حيث تجمهر الناس كان ملفت، اضافة للإزعاج المستمر بصوت منبهات السيارات الذي ملئ المكان صخباً.
هذا قليل من كثير، لكن في مجمل القول أن هناك دلائل على أن منافذنا بحاجة إلى اعادة نظر، وهنالك مشكلة تحتاج لوقفة، بخلاف ما كنا نأمله بأن تكون منافذنا واجهة مشرفة لنا وللبلد.