«الشملي».. موقع شهد الكثير من الأحداث والحروب القديمة
محافظة الشملي، إذا عدت إلى التاريخ فستجد لها بصمة تعود إلى ما قبل الإسلام حيث شهدت الكثير من الأحداث والمواقع الحربية، وأقيمت على مورد ماء كان اسمه قديما جنفاء وهو مورد مشهور له ذكر في كتب العرب ووقعت عنده بعض الحوادث. كان هذا المورد لقبيلة فزرة الغطفانية في الجاهلية والعصور الإسلامية المبكرة قبل أن تحل محلها قبيلة عنزة.
وعلى هذه البئر نشأت قرية لبني فزارة وهي من أمنع قراهم بنفس الاسم وجاء ذكرها في حديث ذكره الحموي أكد فيه أنه بعد فتح خيبر جاء أقوام من بنى فزرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فهددوه بالحرب فقال ردا على تهديدهم ''إذن موعدكم جنفاء'' أي سنغزوكم في أمنع دياركم، كما ذكرت كتب السير والتراجم أن الصحابي أبو الشموس البلوي - رضي الله عنه - سكنها ومات فيها.
ومن الأحداث التي شهدتها جنفاء أنه في عهد الخليفة العباسي الواثق بالله (سنة231هـ) تمردت بعض القبائل على سلطته فأرسل لهم جيشاً من بغداد بقيادة بغا التركي فحاربهم واتخذ من جنفاء مقرا له وعسكر فيها فترة من الزمن حتى استقرت الأوضاع. وجاء ذكر جنفاء في كتب وأشعار العرب.
وبعد توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - وبعد أن استقرت البلاد وطن الملك القبائل في القرى والهجر ومنحت (جنفاء) لعبد المحسن بن شامان شيخ قبيلة البجايدة من عنزة واستوطن هو وأبناء قبيلته في هذه القرية التي شهدت الكثير من الأحداث على مر العصور.
وأقيمت على هذه القرية التاريخية الصغيرة الآبار المتفرقة وكل بئر استوطنت حولها مجموعة كبيرة من البدو الرحل حتى استقروا استقرارا كاملا على هذه الموارد وأقاموا المزارع عليها وتحولت المزارع على قرى صغيرة متفرقة وتطورت لتصبح مدينة أطلق عليها اسم الشملي نسبة إلى أحد الأودية التي أقيمت عليها الآبار، قبل أن يعلن تحولها لمحافظة قبل عدة أشهر. وتبعد محافظة الشملي عن مدينة حائل 180 كيلو مترا في الجنوب الغربي وتقع على طريق حائل - تبوك وهي واجهة لمدينة حائل من الجهة الغربية الجنوبية يسكنها أكثر من 50 ألف نسمة ويتبعها إداريا أكثر من 64 قرية وهجرة.
وبدأت محافظة الشملي تنمو شيئا فشيئا وبدأ أهلها يعتمدون على الزراعة والتجارة في اقتصادهم حيث يرتادها التجار المتجولون بشكل مستمر بسبب موقعها المميز على الطريق الدولي المتجه للشام، وعاصرت مدينة الشملي الطفرة العمرانية حيث منح أهلها أول مخطط سكني حكومي في المدينة عام 1405هـ من قبل مجمع الشملي القروي آن ذاك وشيد فيها مستشفى حكومي كذلك عام 1405هـ ورغم الطفرة العمرانية والتطور الذي تشهده المدينة إلا أنها تفتقر إلى الكثير من الخدمات الضرورية لأهالي المدينة من مرافق حكومية وتطوير للمستشفيات وبعض التجهيزات الطبية.
أهالي محافظة الشملي أبدوا تذمرهم من نقص بعض الخدمات الحكومية الضرورية في المحافظة وطالبوا المسؤولين في الدولة مساواتهم بغيرهم من المحافظات وتوفير الخدمات للمواطنين وكان المطلب الأول للأهالي بناء مستشفى جديد بديلا من المستشفى الحالي في المدينة والذي مضى على بنائه 25 سنة ويفتقد الكثير من الأجهزة الطبية والخدمات ما يدفع المواطنين لمراجعة مدينة حائل التي تبعد عنهم 180 كيلو مترا.
وقال سفاح بن حمود الشامان أن الشملي تفتقد الكثير من الخدمات الضرورية للأهالي ولكن الأهم لدينا هو بناء المستشفى الجديد للشملي فالمستشفى الحالي لا تتوافر فيه الخدمات والأجهزة الطبية الكافية التي تخدم المرضى وأضاف الشامان أن المدينة تفتقد الكثير من الخدمات الحكومية مثل الجوازات والأحوال المدنية ومكتب للضمان الاجتماعي والهلال الأحمر.