السعوديات الأدنى خليجياً في «العمل الحر»

السعوديات الأدنى خليجياً في «العمل الحر»

كشفت لـ ''الاقتصادية'' سحر الكعبي رئيسة لجنة الموارد البشرية وسوق العمل الخليجية في الأمانة العامة لاتحاد الغرف الخليجية، عن توجه دول المجلس لدراسة عدد من الآليات لمعالجة مشكلة بطالة الشباب الخليجي، من خلال تأهيل وتوظيف العاطلين عن العمل وتشغليهم؛ إما في القطاع الخاص وإما تأهيلهم للانخراط في سوق العمل الحر كمستثمرين، على مرحلتين، لإعداد عمالة وطنية مؤهلة لإحلالها محل الوافدة، كما دعت حكومات دول المجلس إلى منح العاملين في القطاع العام تفرغا لمدة عام للبدء في مشاريعهم الخاصة. وأشارت إلى أن عددا من المقترحات سيطرح قريبا أمام أصحاب القرار في دول المنطقة، للعمل على إيجاد حلول لتقليص نسب البطالة في الخليج، منوها بمحاولة الاتحاد، من خلال مؤتمر موسع، لتبني معالجة ارتفاع حجم بطالة النساء في المملكة، من خلال الاستفادة من بعض التجارب للدول المجاورة. وأوضحت أن لجنة الموارد البشرية الخليجية ستطرح هذه الآليات والمقترحات، خلال انعقاد مؤتمر موسع لمناقشة بطالة الشباب الخليجي، وآليات دعمهم للعمل في القطاع الأهلي أو الاستثمار، مضيفة ''إن لجنة الموارد البشرية، باعتبارها اللجنة المعنية، أتخذت الأولوية لمعالجة ومواجهة قضايا الشباب في قطاع العمل، ومحاولة إيجاد وسائل كثيرة، من بينها اقتراح تأسيس صندوق كصندوق ضمان للقطاع الخاص عند الحكومة، لتمكنها من استقدام قوى عاملة وافدة لفترات محددة بخمس سنوات، وخلالها يتم إحلال المواطنين محلها، وفق احتياجات القطاع الخاص، الذي يعطي احتياجه الفعلي لتأهيل الشباب''. ولفتت إلى أنه سيتم تناول دعم الأعمال الحرة والمبادرات لعمل الشاب في قطاع التجارة، والوقوف على المشكلات بهدف معالجتها، مبينة أن الحكومات الخليجية اتجهت لدعم هذا التوجه، من خلال الصناديق التمويلية أو البرامج التدريبية المجانية للشباب لمساعدتهم للتوجه إلى سوق العمل الحر، مؤكدة أن المبادرات الفردية من قبل الشباب للعمل في التجارة، يمكن أن تكون أحد الحلول لمعالجة البطالة. وبينت الكعبي أن هناك مساعي لتقليص نسب البطالة الخليجية، من خلال البحث في تشغيل الشباب في القطاع الخاص أو دعم أصحاب المبادرات الفردية وملاك المؤسسات المتوسطة والصغيرة، مشيرة إلى أنه تم قبل أسبوعين عقد ندوة في مسقط لدعم وإنقاذ المشاريع الصغيرة، وإصدار قرارات من أهمها تشكيل صندوق للقروض الميسرة للمشاريع الصغيرة، ومنح عقد تفرغ لمدة عام للعاملين في القطاع الحكومي للعمل في سوق العمل كمستثمرين، وما زالت هناك قرارات سيتم وضعها في عين الاعتبار خلال المؤتمر وتطبيقها على مستوى دول الخليج، مبينة أن تفريغ موظف القطاع الحكومي للتقليل من الكم الهائل من موظفي القطاع الحكومي، خلال عام تفرغ مع حصوله على راتبه ليبدأ في إنشاء مشروعه الخاص، وبعد مرور عام على نجاح المشروع يقوم المستثمر بتقديم استقالته أو تقاعده مبكرا، ولا يخسر الامتيازات التي حصل عليها عند عمله. ولفتت إلى أن السعودية هي أكثر دولة تعاني نسب بطالة مرتفعة على مستوى الخليج، من أزمة تشغيل الفتيات وانخراطهن في مجال العمل الحر، بينما بقية الدول قد لا تعاني هذه المشكلة، مؤكدة أنه من الممكن الاستفادة من تجارب بقية دول المجلس لتطبيقها في السعودية لحل أزمة تشغيل السعوديات، أو انخراطهن في مجال العمل الحر. وأوضحت الكعبي، أن لدى اللجنة أولويات لمعالجة بطالة الشباب، مشيرة إلى أن الفرص لعمل واستثمار شباب الخليج متاحة، إلا أنه لا بد من إيجاد حل لمشكلة العاطلين عن العمل من شباب، منوهة بأن بعض الدول لديها رغبة في أن يعمل شباب دول الخليج في دولتي قطر والبحرين، نظرا للاحتياج الحقيقي للقوى العاملة الوافدة الأجنبية، ومن الأولى أن تكون الأولوية لأبناء الخليج، واستبدالهم بالعمالة الأجنبية، واختيار الشباب الخليجي الذي يملك مهارات فائضة عن حاجة بعض الدول الأخرى، مشيرة إلى أن الأولوية لا بد أن تكون للشباب المؤهل، والفائض عن حاجة بعض الدول، منوهة بأن الهدف الأساسي في المرحلة الأولى، أن يكون لدى كل دولة شباب مؤهل، فيما المرحلة الثانية لانتقال الفائض من المؤهلين للدول المحتاجة. كما بينت أن هناك مناقشات تجري لعقد مؤتمر في مطلع عام 2014 حاليا، ويجري الإعداد للمؤتمر الذي يركز على مسألة تشغيل الشباب في دول الخليج، وتتبعه لقاءات موسعة مع الشباب في كل دولة على حدة مع المسؤولين والغرف التجارية، لمعرفة احتياجات الشباب والمجالات التي يرغبون العمل فيها، وقادرين على العمل فيها بسوق العمل، وبالتالي تخرج توصيات على مستوى سياسات التعليم العالي والمناهج الدراسية ستكون منظومة متكاملة لمعالجة قضايا الشباب في سوق العمل. وأشارت إلى أنهم سيعقدون لقاءات موسعة مع الشباب على مختلف شرائحهم، وعقد لقاءات مع وزراء العمل في كل دولة، على هامش لقاء وزراء العمل الخليجيين في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مطالبين بأن يكون الشباب على هامش اللقاء الرسمي، مشيرة إلى أنهم يدرسون آليات العمل والتحضير للمؤتمر، وقريبا ستتبلور الفكرة والآليات.
إنشرها

أضف تعليق