رسالة من بعوضة الضنك!

باسم جميع بعوض "الضنك"، أشكر لكم في "الاقتصادية" اهتمامكم بأمرنا بغض النظر عن كون هذا الاهتمام منصبا على القضاء علينا.. فالاهتمام ذاته عمل إيجابي يضعنا في صدارة الأخبار التي تهتم بها الصحف.. فلسنا أقل أهمية من "إنفلونزا الدجاج" و"إنفلونزا الخنازير" اللتين هزتا العالم، وأشير إلى ما نشر أخيرا في "الاقتصادية" بتاريخ 18/1/2013 عن أن بعوضة الضنك تمثل تهديدا وبائيا، وأنها أصابت 50 مليون شخص حول العالم، وأنها أسرع الأمراض الاستوائية انتشارا في العالم.. كما أشير إلى ما كتبه الكاتب لديكم عبد الله باجبير في "الاقتصادية" في عام 2009، فانتقد فيه تقاعس أمانة مدينة جدة، عن محاربتنا، وهذا حقه ولا ننكره عليه باعتبارنا نعيش في بلد يحترم حرية الرأي.. ثم ردت الأمانة في رسالة مطولة لكم عن المجهودات التي قامت بها من أجل القضاء علينا، وتقع الرسالة في 12 بندا أولها أن الأمانة أحكمت القبض علينا نحن بعوض الضنك، وهو تعبير إنشائي لا يكاد يعني شيئا، وقد سألت زملائي وزميلاتي فقالوا جميعا إنهم لم يحسوا بقبضة الأمانة وإنهم يمارسون نشاطهم في قرص البشر وإشاعة الحمى بين المواطنين.. وذلك لأن الأمانة لجأت إلى الأساليب القديمة في المكافحة أو الحرب التي تشن علينا.. ونحن جربنا من قبل هذه الأساليب وتعلمنا كيف نتغلب عليها، والحقيقة أننا كنا نخشى استخدام طائرات الرش ومبيداتها الفتاكة وهي الوسيلة الفعالة التي كنا نخشاها، ولكن أمانة جدة كانت رحيمة بنا فاختارت الرش العادي، إضافة إلى إجراءات أخرى ــــ كما قالت في تعليقها المطول الذي نشرته صحيفتكم الغراء، وأن هناك رسالة أخرى كنا نخشاها أيضا كعملية التعقيم، وهي تقوم على إصابة الذكور منا بالعقم وهي عملية تقوم بها المعامل في كل أنحاء الدنيا، وشكرا لأن الأمانة لم تلجأ إلى هذا الأسلوب، وإلا فقدنا لذة الحياة الزوجية، وتوقفنا عن الإنجاب. لقد فزعنا عندما علمنا أن الملك عبد الله بن عبد العزيز خصص أكثر من مليار ريال لأمانة بلدية جدة وتصورنا أن نصف هذا المبلغ وربما ربعه كافٍ للقضاء علينا، وكنا بحثنا عن بلد آخر نتوطن فيه!!
المخلص ن/ مسكيتو
وبعد فهذا ما أرسله رئيس دولة الناموس أو البعوض، وأنشره كما هو فقط، كما أريد أن أقول لأمانة جدة إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وأضيف أنني عشت طويلا في جدة لم أر أغطية لحاويات الزبالة سواء قبل أو بعد حمى الضنك، أيضا المنشورات تقول إنها وزعتها على كل سكان جدة على سبيل التوعية لم يصلني منها شيء ولا إلى "الاقتصادية" ولا لأي شخص أعرفه، وأخيرا وليس آخرا.. ما دفعني إلى سرد هذا التاريخ ما نشر أخيرا من أن أمانة جدة نفضت يدها من مكافحة الضنك بسبب قلة الموارد المالية: لهذا نرجو ونأمل من أمانة جدة نشر تفاصيل صرف المليار ريال التي خصصت لمكافحة حمى الضنك!!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي