نسيا منسيا
قبل أي مباراة ديربي أو مباراة جماهيرية مهمة، يبدأ محبو فرق كرة القدم باستعراض أسماء لاعبي أنديتها المهمين والحاسمين، وتشرع بتعليق آمالها وأحلامها على أولئك اللاعبين، حتى أن الجماهير وفي فورة الحماس وكثرة الترقب، تسارع بوضع التشكيلة المناسبة حسب رؤيتها، ولو بيدها أن تستبعد لاعبين محددين لفعلت، وتختار بعدها خطة اللعب.
اليوم، وقبل مباراة الديربي المنتظرة بين قطبي العاصمة السعودية النصر والهلال، والتي يدخلها الفريقان بظروف متشابهة إلى حد ما، من حيث المستويات المرتفعة والرضا الجماهيري المتفاوت على أورغوياني النصر عازف الغيتار كارينيو، أو الأسمر الفرنسي في الهلال كمبواريه، ومعهما عناصر الفريقين.
خيارات الجماهير الزرقاء على أرضية الملعب تضع قائد فريقها ياسر القحطاني، وتنسج أحلامها على أمل أن يصيب أحد سهامه شباك النصر، وتتخيل السريع الموهوب سالم الدوسري وهو يتجاوز لاعبي النصر ويخترق جدارات الدفاع الأصفر قبل أن يمرر أو يسدد باتجاه المرمى، وتأمل أن يكون رصيد هداف الدوري ويسلي لوبيز أكثر بهدف أو حتى يزيد داخل عرين عبدالله العنزي، وتنتظر إبهارا فنيا من الأصلع الجديد الكولمبي بوليفار، وتنقبض معدتها كثيرا ومخيلتها تمر على لاعبي الدفاع الزوري والمرشدي، وتتخوف من أن يكررا خطأ مباراة الاتفاق، لكن جماهير الزعيم ذاتها تعرف إمكانيات ظهيري الجنب الشهراني والبيشي إذا كانا في يومهما، وتؤمن بمجهودات الفرج الخارقة، وإذا التفتت إلى الدكة وجدت الكوري الجنوبي يو بيو وكبيرهم محمد الشلهوب، ويتحسرون على إصابة نواف العابد وعبدالعزيز الدوسري، ويمنون أنفسهم أن يكون الحارس الشاب عبدالله السديري حاضرا في العرين ويعوض غياب الموقوف شراحيلي.
في الجانب النصراوي، تتعطش جماهير أصفر الرياض إلى انتصار يثبت لهم عودة المستويات القوية، ويرد جزءا من اعتبارهم خلال اللقاءات الأخيرة، سواء كانت في الدوري أو حتى المسابقات المحلية الأخرى، ومع كل ذلك يرون أمامهم على الملعب الحارس المتطور عبدالله العنزي، ولا يعلمون ما الذي يمكن أن يقدمه محترفهم الجديد القادم من البحرين محمد حسين، لكن حسين الآخر القائد، بروحه المتقدة يطمع منه جماهير الأصفر أن يحترق مثله الشاب الآخر خالد الغامدي، ومعه في المنتصف المصري حسني أو حتى غالب، وينتظرون تمريرة ساحرة من الموسيقار عبده، أو تسديدة قوية تصيب الشباك من الجديد باستوس، ويثقون بإمكانيات الثنائي أيوفي والسهلاوي.
أمام كل تلك الأسماء، يختفي تماما اسم لاعب الأزرق، ونجم النصر السابق سعد الحارثي، مع أن هذه المباراة تحمل الرقم أربعة، منذ أن غادر أسوار النصر إلى الهلال، لم يعد سعد في الهلال هو ذات السعد في النصر، والذي كان سابقا رقما صعبا في خارطة الفريق العالمي، وله مكانة كبيرة وحاضرة في مثل هذه اللقاءات من الديربي، بل إنه سجل أربعة أهداف في شباك الأزرق.
السؤال المهم، والذي لم يفارقني منذ بداية الموسم الجاري، هل اختفى سعد ألفين وخمسة إلى الأبد، أم أن هناك من يحاول أن يخفيه، وهل يرضى وسط معمعة المهاجمين الأقوياء في الفريق الأزرق أن يتحول إلى لاعب منسي تماما وخيار مستبعد، إن كانت إجابته لا، لماذا لا يغادر الهلال إلى أي ناد آخر، لكن من الواضح أنه يكتفي بوجوده في ناد كبير نافذ، بغض النظر عن طموحاته كلاعب على أرض الملاعب.
عن قولة ما قلنا
يعود الدوري إلى التوقف غدا الخميس، استعدادا للمباراة الأولى للمنتخب السعودي في تصفيات كأس آسيا 2015، أمام منتخب الصين، من المهم جدا أن يقف مع الدوري ميلنا إلى أنديتنا وعلينا الوقوف قلبا وقالبا مع الأخضر الجديد أيا كان من يمثله.