ضرب مواطنون في منطقة تبوك أروع الأمثلة في اللحمة الوطنية عندما فتحوا بيوتهم واستراحاتهم ومزارعهم لإخوانهم من المتضررين جراء الأمطار التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية.
وقدم المواطن عواد سالم العسوفي العطوي مثالاً رائعًا في الوفاء حينما فتح أبواب مزرعته وفيلته داخلها في هجرة "دمج" لإيواء المتضررين، كما قدم دورين سكنيين كاملين في حي الرحيل للغرض نفسه.
وقال العطوي لـ"الاقتصادية": "إن هذا أقل ما نقدمه لإخواننا المتضررين جراء هذه الأمطار، فهو واجب ديني ووطني".
وشاركه الرأي المواطن نايف العنزي، الذي فتح عمارته المشتملة على عدد من الشقق السكنية غير المسكونة أمام المحتاجين المتضررين، وقال: "أقل شيء نقدمه، فأمير المنطقة وجّه وعلى حسابه الخاص بإسكان جميع المتضررين في الشقق المفروشة في تبوك والمحافظات والمراكز".
وأشاد العطوي بجهود إمارة المنطقة واهتمام الأمير فهد بن سلطان بتوفير المسكن المناسب للمتضررين وتوفير المستلزمات لهم بعد أن غطت الأمطار والسيول منازلهم.
وقال: "منازلنا قديمة وسبق أن حذرتنا إمارة المنطقة من السكن في بطون الأودية ووفرت المساكن وذلك قبل شهر، لكننا لم نستمع وحدث ما حدث، والآن تقف معنا وهذا ديدن القيادة - حفظهم الله".
وثمّن العقيد ممدوح العنزي، مدير العلاقات العامة في الدفاع المدني في تبوك، مبادرة المواطنين، وقال: "إنها تعكس روح الانتماء التي تحث عليها حكومتنا الرشيدة في مثل هذه الظروف". من جهة ثانية، أكد عدد من المواطنين أن هذه الأمطار والسيول التي اجتاحت المنطقة لم يشاهدوها منذ أكثر من 30 سنة، وقال المواطن سلامة العطوي (80 عامًا): "إننا لم نشاهد مثل هذه الكمية من الأمطار والسيول، حيث كان آخرها قبل 20 عامًا، وتحديدًا في عام 1409هـ، غير أنها لم تكن في مثل حجم هذه الأمطار التي هطلت بغزارة بشكل مستمر لأكثر من ثلاثة أيام على التوالي".
