Author

إجازاتنا،،استثمار خاسر

|
يعيش طلاب المدارس هذه الأيام بداية إجازتهم لمنتصف العام الدراسي ،والتي تعد استراحة محارب بعد رحلة من الاستيقاظ الصباحي ،وتحمل الفروض والواجبات المدرسية ،مرورا بصيف حار ،تلاه شتاء لذيذ النوم في صباحه. وحين نتحدث عن مفهوم الإجازة لدينا ،نجد أن هذا المفهوم بعيد كل البعد عن المعنى الحقيقي لمصطلح "إجازة". فبدلا من توفر عناصر الراحة والاستجمام واستغلال الوقت فيما ينفع النفس ويروح عنها ،نجد أن هذه المفاهيم تطبق عكسيا أثناء الإجازة. حيث تنقلب الساعة البيولوجية للطالب ،نهاره نوم وليله صاخب بالسهر متنقلا بين شاشات التلفاز والأجهزة الكفية واللوحية. كيف يستفيد طلابنا من إجازتهم حين نجد استيقاظهم مع نهاية النهار ،شاحبي الوجوه مستائي الأنفس ،بأجساد أعياها السهر. وما أن يشعر معشر السهارى ببعض النشاط حتى يسلموا أنفسهم للدوامة اليومية في مشهد يتكرر طوال ليالي الإجازة ،وعلى مرأى من الوالدين دون التدخل للحد على الأقل من برنامج الأبناء. هذا المظهر بات سمة لكل بيت سعودي أثناء الإجازة ،والأهل يتذمرون بلا حراك وكأنهم عاجزين عن علاج ما آل إليه الأمر. على الرغم من أن تنظيم إجازة الأبناء مسؤلية الوالدين ،وجزء من العملية التربوية التي ترسمها الأسرة لإعداد الأبناء للمستقبل. فالعلاج التربوي لمثل هذه الظاهرة لا يتحمل التهاون أو المجاملة أو الضعف ،فالأبناء طالما أنهم تحت مظلة والديهم فتصرفاتهم مسؤلية الوالدين. ولكن للأسف أن رغبات الأبناء أصبحت تحكم توجهات قائد الأسرة ،وهذا بلا شك نتاجه عاد سلبا على المجتمع من خلال كثرة الظواهر السلبية ،وطريقة تعايش أبنائنا مع الإجازات من سلبيات عملية التربية ،حتى أصبحت إجازاتنا استثمار خاسر ،كون أن نتاج هذه الإجازات أشباح يسكنون بيوتنا ،يختفون نهارا وينشطون ليلا.
إنشرها