«محطات خليجية 1»

- تحولت البحرين مقر إقامة ''خليجي 21'' إلى محطة رئيسية لجولة انتخابية (غرب آسيوية) شرسة واستباقية لمعركة كوالالمبور الحاسمة التي سيتحدد من خلالها اسم المرشح الفائز برئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ما أدى إلى مضاعفة الشحن الإعلامي الذي طالما كان من متلازمات البطولة منذ نشأتها. المؤشرات توحي بأن ملامح المنافسة ستتضح مبكراً قبل أوانها!
- كعادته، خطف رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد منذ وصوله إلى البحرين كل الأضواء الإعلامية وترك باقي ''الرموز'' الرياضية الخليجية ورؤساء الوفود المشاركة في البطولة على هامش الأحداث. ذلك يرجع ببساطة إلى ميزة يتفوق بها الفهد، وهي قدرته الفائفة على (صنع الحدث)، في الوقت الذي يكتفي فيه باقي القياديين والمسؤولين الخليجيين بمواكبة الحدث والتفاعل معه.
- جلوس أول رئيس ''منتخب'' على كرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد عقود من ''التعيين'' أدى تلقائياً إلى ارتفاع حدة الخطاب الإعلامي الموجّه إلى الاتحاد الجديد، ما يعني أنه لو أخفق ''الأخضر'' في ''خليجي 21'' (لا سمح الله)، فإن تكلفة الإخفاق ستكون باهظة على الرئيس الذي للتو بلع ريقه وابتلع في جوف منصبه تركة ثقيلة جداً.
- في السابق، وحينما كان المنتخب السعودي منافساً رئيسياً على كأس آسيا، وضيفاً مستمراً على كأس العالم، كان الإعلام السعودي ينظر إلى كأس الخليج بنظرة ''متعالية''. اليوم، وبعد الإخفاق ''الكارثي'' للأخضر في كأس آسيا ''قطر 2011'' وفشله في التأهل إلى مونديال ''البرازيل 2014''، تغيرت (بحكم الأمر الواقع) نظرة الإعلام السعودي تجاه كأس الخليج، فأصبح مطلباً أساسياً، علماً بأن السعودية شاركت بمنتخبها ''الرديف'' في البطولة الماضية التي استضافتها اليمن!
- المماحكة الإعلامية غير المجدية التي جرت بين فهد الهريفي وقائد المنتخب ياسر القحطاني هي مظهر جديد من مظاهر الجدلية العقيمة السائدة في الشارع الرياضي السعودي، وتكريس لانقسام جماهير الأخضر إلى معسكرين (أصفر ـ أزرق)، إضافة إلى ألوان أخرى، ليس من بينها الأخضر!
- أهمل السعوديون ''عموري'' حينما كان برعماً يافعاً يداعب الكرة بقدمه الماهرة في حواري الرياض، وتذكروه الآن بعد أن صار نجماً واعداً بفضل احتضان الإمارات له ودعمها لموهبته. قصة السعوديين مع الموهبة (الإماراتية) عمر عبد الرحمن تذكرني بقصة الجزائريين مع الأسطورة (الفرنسية) زين الدين زايدان!
- المنتخب الإماراتي بشكله الحالي اللافت لأنظار كل المراقبين والمتابعين هو نتاج لعقيدة البناء من القاعدة التي انتهجها المسؤولون عن كرة الإمارات، علاوة على إعطاء الثقة للكوادر الفنية الوطنية وتسخير الأندية لخدمة المنتخبات، وليس العكس، كما هو حاصل في بعض الدول الخليجية.
- من الملاحظ أن رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ طلال الفهد لا يلوّح بورقة تجميد النشاط الكروي إلا خلال المشاركات الخارجية للأزرق، مثله كمثل الطالب الذي لا يصاب بالمغص وآلام المعدة إلا في فترة الاختبارات النهائية! يا سبحان الله.
- برزت في النسخة الحالية من كأس الخليج ظاهرة جديدة، بطلها هو البلجيكي توم سينتفيت مدرب المنتخب اليمني، فبعد أن كان الصحافيون يتهافتون على مدربي المنتخبات المشاركة للظفر بتصريح ساخن من أحدهم في البطولات السابقة، كسر مدرب المنتخب اليمني القاعدة وأصبح هو من يلاحق رجال الصحافة ويطلب منهم إجراء حوارات مطولة معه!
- حولت بعض القنوات التلفزيونية ''البرزة'' الخليجية إلى ''مبزرة'' خليجية!
نعم، أؤكد على أن ''التجنيس'' هو حق سيادي لكل دولة، بيد أن هذا لن يمنعني من القول إن تجربة تجنيس لاعبي كرة القدم في دول الخليج قد أثبتت فشلها وعدم جدواها.
- لم تتم إلى لحظة كتابة سطور هذا المقال إقالة أي مدرب من مدربي المنتخبات الخليجية! يبدو أن هناك خللا ما في هذه البطولة!

آخر فنجان:
عودتنا البحرين أن تكون ''عين عذاري'' تسقي ''الأزرق'' البعيد وتترك ''الأحمر'' القريب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي