غياب المساواة أبرز معوقات الرعاية الصحية .. والحل الاستثمار الأجنبي

غياب المساواة أبرز معوقات الرعاية الصحية .. والحل الاستثمار الأجنبي

أكد الدكتور محمد عبد الله الخازم الأستاذ في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية، أنَّ غياب المساواة في توزيع الخدمات الطبية وعدم وجود استراتيجية واضحة لها، إضافة إلى التمييز في تقديمها، يعوق تطور أداء القطاع الصحي في السعودية، مشيرا إلى أن العاملين في القطاع العسكري يحظون بخدمة صحية أفضل من العاملين في قطاع الخدمات المدنية الأخرى، حيث إن غياب العدالة في توزيع الخدمات جغرافياً يؤدي إلى تفاوت واضح في معدلات الخدمة والمستوى الصحي بين المناطق، موضحا أن السماح بالاستثمار الأجنبي في الخدمات الصحية السعودية من شأنه المساهمة في تطوير الرعاية الصحية التي يتم تقديمها. وقال: "إن التركيز على تدريب الأطباء دون التخصصات الصحية الأخرى، يتسبب في وجود فجوة كبيرة بين مستوى الطبيب والفني، وندرة القوى العاملة المتميزة، وضعف معايير الجودة، وعدم وجود وضوح في الاستراتيجية الصحية، والعديد من المشاكل الأخرى". وأبان الخازم أن ميزانية وزارة الصحة ارتفعت من 22 إلى 40 مليار ريال في غضون السنوات الخمس الأخيرة، إضافة إلى 16 مليارا للمدن الطبية بواقع 6.9 في المائة من ميزانية الدولة، مما يجعل السعودية أفضل دولة خليجية تهتم بالرعاية الصحية، مضيفاً أنَّ أبرز التحديات والمعوقات التي تواجه تطور الرعاية الصحية في المملكة تنحصر في تأخر تنفيذ المشاريع الصحيّة، والتوسُّعات العشوائيَّة، والأخطاء الطبيَّة؛ وغياب المساواة في توزيع الخدمات بين المناطق في القطاع الصحي. واستعرض الدكتور محمد الخازم خلال محاضرته التي ألقاها صباح أمس في خميسية حمد الجاسر الثقافية، التي أدراها الدكتور سليمان المحيا أبرز العوامل المساهمة في الأمراض المزمنة، مشيراً إلى أن النسبة الأعلى للسكان في دول مجلس التعاون الخليجي يعانون السمنة المفرطة في الفئة العمرية من 20 سنة فما فوق، وارتفاع المصابين بمرض السكري. وقدم في بداية المحاضرة لمحة تاريخية عن القطاع الصحي والتحولات النوعية في مسيرته، وما حفل به من تطور ضمن منظومة التطورات وتفاعلات النهضة التنموية الاجتماعية والإدارية التي شهدتها السعودية في جميع المجالات، مستعرضاً بإيجاز أهم المؤشرات الصحية ذات العلاقة بالخدمات الصحية، والبنية التحتية للرعاية الصحية، وسلامة المرضى، وشهادات ورؤى بعض الخبراء وأصحاب الفكر في المجال الصحي، والصعوبات التي يواجهها القطاع الصحي والخدمات التي يؤديها بصفة عامة على مستوى السعودية. وركّز الخازم في محاضرته على الصعوبات والتحديات التي تواجه الرعاية الصحية، وكيف تمكن معالجتها لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطن بنظام يرتقي به إلى مصاف الدول المتقدمة. وتحدث في خميسية الجاسر عن الرعاية الصحية الأولية، والملف السكاني وقطاعات الخدمات الصحية، والمنظمات الصحية ذات العلاقة، مشيداً بالتطور والتوسع في مجال العلوم الصحية في الجامعات، وازدياد عدد الخريجين، والخدمات المرجعية، وعن القطاع الصحي الأهلي الذي يزداد اعتماده على التأمين الصحي ويتفقد التصنيف المهني، وصعوبة مراقبته وضبط جودته، ووجوده في المدن الكبرى وتركيزه على الجانب الربحي، وعدم تنظيم سوق الدواء فيه، وافتقاد الاستثمار الصحي الأجنبي، والخدمات الخيرية. وفي ختام اللقاء، قدّم المحاضر أبرز مقترحات الخبراء لتطوير الرعاية الصحية في السعودية وأهمها تطوير القوى العاملة كمًّا وكيفاً، والحد من المركزيّة في اتخاذ القرار، وتحقيق توازن الخدمات المقدمة بين المناطق؛ وصياغة استراتيجية وطنية لتطوير نظام الرعاية الصحية؛ وتجنب تعيين قادة غير مؤهلين؛ والسماح بالاستثمار الأجنبي في الخدمات الصحية؛ وزيادة الوعي والتثقيف الصحي؛ وتفعيل الخدمات الصحية الخيرية؛ وتوسيع خدمات الطوارئ؛ وتحسين النظام المالي بالاستفادة من الفرص الإيجابية لتطور الخدمات الصحية، وذلك من أجل الحصول على أفضل مستوى للرعاية الصحية.
إنشرها

أضف تعليق