حذرت دراسة علمية من تفاقم تلوث مخزون المياه الجوفية الذي يختزن في باطن الأرض من جراء تدفق مياه الصرف الصحي على سطح الأرض دون إخضاعها لمعالجة تصل بها إلى درجة الأمان.

وأوضحت الدراسة العلمية والعملية التي أجريت في منطقة القويعية غرب الرياض وتقدم ضمن أوراق العمل التي تطرح في المؤتمر الدولي الخامس للموارد المائية والبيئة الجافة الذي تستضيفه جامعة الملك سعود في الرياض خلال الفترة من 25-27 صفر الجاري الموافق 7-9 يناير الجاري على أن مياه الصرف تشكل تهديداً بيئياً كبيراً.

وقال الباحث محمد متولي ومختصون: إن دراستهم جاءت لاقتفاء أثر مسارات المياه الجوفية الملوثة عن طريق تتبع مجال الحقل الكهرومغناطيسي TDEM والتصوير المقطعي ثنائي الأبعاد للمقاومة الكهربائية ERT D2 في منطقة القويعية في وسط السعودية، إذ كشفت الدراسة عن أن منطقة القويعية تعتبر مثالا لتلوث المياه الجوفية من خلال صرف مياه المجاري في مواقع الأراضي المنخفضة خارج المنطقة السكانية، ما يشكل تهديدا بيئياً كبيرا يتمثل في تلويث المياه الجوفية.

ولمّا كان المصدر الرئيسي لإمدادات المياه في المنطقة كلها هو المياه الجوفية من طبقات المياه الجوفية الضحلة، فقد تم تطبيق تقنيات الكهرومغناطيسية العابرة TEM، والتصوير المقطعي ثنائي الأبعاد للمقاومة الكهربائية ERT D2، خاصة بالقرب من مكان صرف المياه العادمة لتعقب مسارات التلوث.

وحيث إنّ كلتا الطريقتين حساسة لتوصيل الكهرباء إضافة إلى الخصائص الفيزيائية الأخرى، التي تتأثر إلى حدٍ كبير بالمياه الملوثة فمن الممكن تحديد المسارات الملوثة للمياه الجوفية رأسياً وأفقياً على طول القطاعات المقيسة.

فتعطي قطاعات ERT معلومات مفصلة عن التوزيع الأفقي للمياه الجوفية الملوثة، في حين أن محطات TEM تركز في امتداداتها الرأسية.