السيدات أكثر تفاؤلا بتحسين المواصلات لتسهيل مشاركتهن في سوق العمل
مع إعلان الميزانية أمس وتخصيص الفائض من الميزانية السابقة للنقل داخل المدن، كانت السيدات أكثر تفاؤلا بما ستغيره تلك الميزانية من واقعهن، خاصة مع مشاهدة تنفيذ قرار تأنيث المستلزمات النسائية واقتراب الانتهاء من المدينة الصناعية الأولى للسيدات في الهفوف وترقب مثلها في باقي مناطق المملكة.
موضوع "المواصلات" بقي هو الهم المشترك الأكبر لقطاع السيدات في المملكة على اختلاف مستوياتهن الوظيفية والتعليمية، فتتعلق أنظارهن بتوفير مواصلات عامة يمكن استخدامها بأمان للذهاب لوظائفهن وأعمالهن، ولا تستهلك ثلاثة أرباع الراتب كما يحصل الآن! فتقول لـ "الاقتصادية" سيدة الأعمال هدى الجريسي: إن المواصلات كانت العائق المشترك في توسيع مشاركة السعوديات في العمل والتوظيف في كثير من الدراسات التي أجريت لزيادة نسبة التوظيف ومشاركة المرأة في سوق العمل.
وأشارت إلى أن آخر استطلاع أظهر أن 60 في المائة من خريجي الجامعات السعودية هن فتيات، ومع هذا فإنهن يستحوذن على 15 في المائة فقط من حجم سوق العمل مقارنة بنسبة 75 في المائة من الرجال، قائلة: إن هذه النسبة القليلة ستزيد لو تم توفير مواصلات عامة تسهل لهن الذهاب لأعمالهن ولا تجعل راتبهن كله يذهب للسائق، مؤكدة أن مطالبة أصحاب العمل بتوفير المواصلات أمر غير منطقي ولن ينفذ، لأن غالبية أصحاب الأعمال منشآت صغيرة لا تمتلك فروعا كثيرة وموظفين متعددين تجعل من السهل عليهن توفير المواصلات.
ونوهت في حديثها إلى ترقبها أن تخصص الميزانية الجديدة جزءا من مبالغها للمنشآت الصغيرة وإتاحة الفرصة لهن للدخول في جزء من المناقصات العامة للمشاريع الحكومية، لمساعدة تلك المنشآت على إثبات جدارتها وقدرتها على المنافسة ولا يكون الاستحواذ كله للشركات العالمية والكبرى حتى في المشاريع التي تقدر على تنفيذها المنشآت المتوسطة.
وتشير في حديثها إلى أن قطاع التدريب والتأهيل أكثر ما تحتاج إليه الفتيات ليساعدهن على اقتحام المجالات الجديدة، وتعتبر أنه الآن تمت إتاحة الكثير من المجالات فيه إلا أن المشكلة الآن تتمثل في الجهات المشرفة علينا كمراكز تدريب كالمؤسسة السعودية للتعليم التقني والتدريب المهني والجامعات، أصبحت منافسة لنا ويقدمون الدورات نفسها التي نقدمها رغم أنه يفترض أن يكونوا جهات إشرافية.
وأكدت تفاؤلها بميزانية السنة المقبلة، خاصة أن عمل الفتيات أصبح ملموسا في كثير من المجالات، فالآن تم الانتهاء من تأنيث محال "اللانجري" والمكياج بالكامل، كما أن الفتيات يعملن الآن في نحو 14 مصنعا بعد أن بدأن بثلاثة مصانع فقط، وتتوقع في حديثها مزيدا من زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، خاصة مع البدء في تنفيذ الخطوة الثانية من قرار تأنيث المحال والانتهاء من المدينة الصناعية الخاصة بالسيدات في الهفوف التي نترقب أن تؤسس الكثير من المدن الصناعية النسائية.
وتبدي عبير الحربي مسؤولة بيع في أحد المحال النسائية تفاؤلها بالميزانية، خاصة أن الخطوة الأولى من قرار تأنيث المحال انتهت وتترقب الخطوة الثانية بأدوات التجميل والإكسسوارات والعباءات والأحذية حيز التنفيذ لترى غيرها من الفتيات يعملن ويعتمدن على أنفسهن، آملة إيجاد حل لمشكلة المواصلات، لأن بدل المواصلات في الراتب لا يغطي نفقات السائق.
يذكر أن العام السابق شهد التحاق الطالبات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن والانتهاء من المدينة الجامعية للبنات بميزانية بلغت ثمانية مليارات و300 مليون ريال على مساحة 1.232.000 متر مربع، لتستوعب نحو 30.000 طالبة. وبحسب دكتورة إيناس سليمان العيسى عميدة أقسام العلوم والدراسات الطبية ومساعد وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية في جامعة الملك سعود: استحدث هذا المشروع منصب مشرفة السلامة في كل كلية من كليات المدينة، بحيث سيكون لكل مبنى خطة إخلاء كاملة وسيكون دور المشرفة تدريب مستخدمي المبنى على خطة الإخلاء، ويتوقع أن تضم مبنى جديدا لكلية الحقوق والعلوم السياسية للفتيات بالنسبة للأقسام الإنسانية، كما استحدثت منصبا تشغله سيدة لأول مرة هو وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات التي ستكون مسؤولة عن الحرم الجامعي، حيث تمت حوكمة الأقسام النسائية، بحيث تتبع كل كلية في المدينة الكلية الأم ويكون لكل كلية رئيسة قسم ووكيلة قسم ويكون عضوات هيئة التدريس عضوات في مجلس القسم ولهن حق التصويت من خلال المشاركة في صنع القرار عبر نظام البث الإلكتروني.