"لا عذر لكم بعد اليوم في تقصير أو تهاون أو إهمال" بهذه اللهجة القوية الحازمة، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رسالته للوزراء والمسؤولين في الدولة، مؤكداً أن لا عذر يقبل في التهاون في رعاية مصالح وحاجات المواطنين، خاصة مع الإعلان عن أضخم ميزانية منذ تأسيس السعودية.
ولم يكتف الملك عبد الله بن عبد العزيز بهذا، بل حذرهم من أي تقصير تجاه الوطن والمواطن، وقال: "واعلموا أنكم مسؤولون أمام الله - جل جلاله - ثم أمامنا عن أي تقصير يضر باستراتيجية الدولة التي أشرنا إليها".
ولرغبته في الشفافية والوضوح والصدق في التعامل مع المواطنين فيما يخصهم من المشاريع، دعا خادم الحرمين الشريفين وزراءه إلى الظهور في وسائل الإعلام، وقال: "على كل وزير ومسؤول أن يظهر من خلال الإعلام ليشرح ما يخص قطاعه بشكل مفصل ودقيق".
وتأتي هذه الدعوة من الملك لإيمانه العميق بدور الإعلام في توضيح الحقائق وتصحيح الأخطاء، فلا غرابة في ذلك، فهو القائل قبل ما يقارب ثلاثة أعوام في المؤتمر الإعلامي الدولي الأول "مستقبل النشر الصحافي: "تميز الإعلام السعودي بشكل عام والصحافي بشكل خاص منذ بداياته المبكرة، على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - بالمصداقية الرفيعة والشفافية العالية والاتزان الواعي وفهم الاحتياجات المتنامية للوطن والمواطن، والمساهمة الكبرى في القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية والعالم بحكمة وبعد نظر".
وأضاف الملك عبد الله: يأتي ذلك إدراكنا منا لأهمية مد الجسور مع الآخر وتعزيز مفاهيم الاستفادة من النقاط المشتركة بين الدول والشعوب، وتفعيل أواصر المصالح المتبادلة دون إفراط أو تفريط، معتمدين على إرثنا الوطني الكبير وحضارتنا العربية والإسلامية العريقة.
وتطرق الملك عبد الله إلى حرية الإعلام في ذلك المؤتمر، حيث أكد أن الحرية المسؤولة ومراعاة المصالح الدينية والاجتماعية والأخلاقية، والحرص على احترام ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها والتنظيمات المهنية، صفات يجب أن يتحلى بها الإعلامي النزيه، مع المحافظة على الحقوق المادية والمعنوية للأفراد والمؤسسات ومكاسب الأوطان ومقدراتها، وقال: "أنتم مسؤولون أمام الله وأمام الناس، فالمسؤولية عظيمة، أعانكم الله على حملها والدفاع عنها، من خلال تحري الدقة فيما ينشر والمصداقية في نقل الحقائق بشفافية وأمانة".
كما وجه خادم الحرمين الوزراء بالعمل بجدٍ وإخلاصٍ لتنفيذ بنود الميزانية على الوجه الأكمل، الذي يحقق راحة ورفاهية المواطنين في كل مجالات الحياة، داعياً المواطنين للتعاون لما فيه خير البلد، قائلاً: "أبنائي وبناتي، شعبنا الكريم .. إن الأمل بكم - بعد الله - ولذلك أطلب منكم جميعاً التعاون، وبذل كل جهد ممكن لمشاركة الدولة فيما ذكرنا، آخذين بعين الاعتبار مصالح الوطن المواطن".
