في مفارقة غريبة، كرم الفرع النسائي في غرفة الرياض، منشآت وطنية قياداتها العليا من الوافدات، وذلك لتوظيفها سعوديات في مهن كاشيرات وبائعات وغيرها من الوظائف الأخرى التي سعودتها تلك المنشآت خلال العام الجاري، وذلك وسط استهجان واستغراب من حاضرات حفل التكريم.

وانتقدت ريم العتيبي أكاديمية وباحثة سعودية، منشآت وطنية تم تكريمها أخيرا، خلال حفل نظمه الفرع النسائي في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، لتوظيفها فتيات سعوديات، وذلك بعد أن أرسلت تلك المنشآت موظفات قياديات من جنسيات عربية لتمثيلها في الحفل والحديث عن برامج السعودة، ومدى توظيف السعوديات في تلك المنشآت.

وقابل حضور الحفل حديث مديرة وافدة لإحدى المنشآت باستغراب، وذلك عندما تحدثت عن جهود جبارة لتوفير فرص وظيفية لفتيات الوطن في مهن ومجالات ما زال يتطلع كثيرون إلى فرص أفضل منها كالأمن والحراسة والضيافة أو حتى وظائف البائعات والكاشيرات.

#2#

وعادت العتيبي لتؤكد لـ ''الاقتصادية'' على هامش الحفل ''أنه كان الأجدى لهذه المنشأة أن تختار موظفة سعودية على الأقل لتمثيلها في المحافل الوطنية، خاصة أن التكريم يتعلق بالسعودة، متسائلة: كيف لنا أن نصدق مشاريع السعودة في هذه المؤسسات، ومن يتحدث عنها ''موظفة أجنبية''!

ولفتت العتيبي إلى أن الإحصائيات خلال العام الجاري كشفت أن نحو تسعة آلاف وظيفة تتقلدها أجنبيات من مختلف الجنسيات في مؤسسات وشركات وطنية ومنها حكومية في مدينة الرياض فقط. وأن مئات الأجنبيات يتقلدن مناصب قيادية وإدارية مهمة في تلك المنشآت الوطنية ويحرمن آلاف الفتيات السعوديات اللاتي يحملن مؤهلات عليا من العمل، خاصة أن نسبة البطالة ترتفع بين حاملات الدرجات الجامعية في السعودية.

وقالت: إن آلافاً من فرص العمل موجودة في مدينة الرياض في حين ما زالت الفتاة السعودية تستجدي الوظيفة في عدد كبير من المؤسسات الوطنية التي وضعت قيودا وشروطا منفرة أمام الكوادر الوطنية تتمثل في الخبرة وإتقان اللغات الأجنبية، ومهارات متعددة، لا يمكن أن تكتسبها الفتاة السعودية في فترة وجيزة، مضيفةً: إن القيادات الأجنبية هي التي تتحكم في الفرص الوظيفية في القطاع الخاص، مؤكدة أن حقوق السعوديات في القطاع الخاص ما زالت ''منقوصة'' وتحديات كثيرة تعوق وصولهن إلى الوظائف ''القيادية''. ونوهت العتيبي بأن الوظائف في المؤسسات التعليمية والتدريبية والصحية وعشرات الأقسام النسائية في المؤسسات الصناعية والتجارية وقطاعي الترفيه والتجميل توفر آلاف الوظائف لو تمت سعودتها بشكل عملي وحقيقي، خاصة بعد انخراط الفتاة السعودية في جميع مجالات العمل وإثبات ذاتها، رغم ما تم ترويجه من عدم انضباطها في العمل.

من جهتها قالت الأميرة هيلة بنت عبد الرحمن آل سعود مدير عام الفرع النسائي في غرفة الرياض خلال تكريم الفرع لعدد من المؤسسات الوطنية التي تجاوبت بتوظيف عدد من الفتيات السعوديات: إن مركز التوظيف في الفرع تمكن عبر تعاون 22 منشأة في القطاع الخاص من توظيف 477 سيدة خلال العام الجاري، في خطوة اتسمت بالنجاح في ضوء استقرار الموظفات وعدم تسربهن من العمل. وأضافت الأميرة هيلة: إن ''الغرفة'' ستمضي في استراتيجية استقطاب المؤهلات من الشابات والخريجات للعمل في القطاع الخاص، دعما للجهود المبذولة من قبل الدولة لتوفير فرص وظيفية للمرأة السعودية وللمساعدة في تلبية احتياجات منشآت القطاع الخاص من الكوادر الوطنية، داعية جميع المنشآت إلى التعاون مع مركز التوظيف في ''الغرفة'' لإحلال السعوديات مكان الأجنبيات، وفقا للوظائف المناسبة لهن، في خطوة ستدعم الاقتصاد الوطني وتسهم في نهضته الحقيقية.