شرائح الجوال المسبقة الدفع,والمجهولة الهوية هي بالتأكيد أداة خطره تستخدم في كثير من الجرائم المتنوعة,تبدأ من استخدامها من قبل المطلوبين, ولا تنتهي بقضايا الابتزاز والتهديد وغيرها,لذلك كان لا بد من إيجاد طريقة للقضاء عليها.
هيئة الاتصالات شرعت نظام جديد يلزم مستخدمين الشرائح المسبقة الدفع من إدخال رقم الهوية عند كل مرة يتم بها شحن الخط بالرصيد,محاولة بذلك القضاء على الشرائح المجهولة الهوية,وفي الحقيقة هذه الشرائح ليست مجهولة الهوية فعلاً,إنما تعود ملكيتها إلى احد المقيمين أو السعوديين بعض الأحيان ,لكن يقومون ببيعها من أجل الكسب المادي,وهذا ما جعل هذه الشرائح تعتبر مصدر للربح السريع ,فسابقاُ كانت تباع الشريحة ما بين 30 إلى 50 ريال,رغم أنها تباع بأقل من ذلك لدى شركات الاتصالات ,لكن يلجا إليها الكثيرون لأسباب مختلفة وعديدة .
قرار ربط عملية الشحن بالهوية أو الإقامة,والذي صدر من قبل هيئة الاتصالات,هو في وجهة نظري مجرد تمرين لأصابع اليد,فالمشترك أصبح يدخل أكثر من 30 رقم في كل عملية إعادة تعبئة للرصيد,والشرائح مجهولة الهوية لم تنتهي من الأسواق,لكن ارتفعت أسعارها إلى ما يقارب 150 ريال وأكثر,وأصبح البائع يزود كل مشتري برقم الإقامة أو الهوية الوطنية للمالك الحقيقي للشريحة,وأصبح قرار هيئة الاتصالات مخترق من البداية ,يعني بالعامية " كأنك يا أبو زيد ما غزيت " وهذه الحقيقة .
في دول الجوار,تربط الشرائح المسبقة الدفع بجواز السائح,حيث يقوم بشراء الشريحة واخذ صورة من الجواز,ويتم تفعيل الشريحة بعد ذلك,كما يتم إلغائها بعد خروجه من الدولة مباشرة,ويمكنه إعادة تفعيلها عند العودة مرة أخرى بنفس الطريقة .
في السعودية يوجد أكثر من 8 مليون أجنبي ولو فرضنا أن كل أجنبي استخرج 3 شرائح,واحدة يستخدمها وشريحتين يبيعها للاستفادة من قيمتها,فبذلك سوف يصبح في السوق قرابة 16 مليون شريحة,لكن ماذا لو تم تحديد شريحة واحدة فقط لكل أجنبي,ونجبر هذا الأجنبي بتحديث بيانات الشريحة كل سنة,وكذلك ربطنا ذلك بالجوازات,حتى يتم الإلغاء الشريحة بمجرد خروج هذا العامل من الدولة,بالإضافة إلى معاقبة كل من يقوم ببيع شريحة تحمل أسمة بالخروج النهائي من المملكة أذا كان أجنبي ,وبالغرامة والسجن أذا كان مواطن !!
بالتأكيد هنالك العديد من الحلول ,غير الذي ذكرته,لكن قرار ربط الهوية بعملية الشحن هو قرار غير مجدي فعليا,بل هو مخترق منذ ولادته ,كما انه ساعد على مضاعفة أرباح تجار الشرائح المجهولة الهوية في السوق السوداء !!
