خريص.. منطقة عشوائية تجاور أكبر حقل بترول في العالم

خريص.. منطقة عشوائية تجاور أكبر حقل بترول في العالم

خريص.. منطقة عشوائية تجاور أكبر حقل بترول في العالم

رغم أنها تجاور أكبر مشاريع البترول في العالم، إلا أن هذا القرب لم يشفع لهجرة خريص بأن تتمتع ببنية تحتية وخدمية تناسب موقع الحقل ومكانته العالمية. يقول عدد من سكانها إن انتظارهم للانتقال إلى مخطط جديد قد طال وبلغ قرابة 20 عاما، حيث يمثل خيارا يعتبره أهالي هذه الهجرة ''السبيل لتذليل كثير من معاناتهم''. ورصدت ''الاقتصادية'' عشوائية منازل الهجرة وضعف بنيتها وغياب أعمال السفلتة في أجزاء كثيرة منها، إضافة إلى وقوع منازل الهجرة تحت غابة من الأسلاك الكهربائية وكابلات الضغط العالي، الأمر الذي يهدد حياة سكانها. وتقع هجرة خريص في منتصف الطريق بين مدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء ومدينة الرياض، حيث تبعد عن الهفوف 160 كيلومترا وعن العاصمة 150 كيلومترا، ويعد الطريق المار بها أقصر الطرق بين الرياض والهفوف، وهي تابعة إدارياً للمنطقة الشرقية وتحديدا محافظة الأحساء، ويقع بالقرب منها مشروع لـ ''أرامكو السعودية'' يعد أحد أكبر مشاريع البترول في العالم، فيما يقطنها الهجرة وتوابعها، ما يزيد على ألفي شخص. وفي مايلي مزيدا من التفاصيل: على الرغم من أن عدد سكان ''هجرة خريص'' التابعة لمحافظة الأحساء نحو ألفي نسمة، إلا أن الهجرة تفتقر إلى كثير من الخدمات، وخاصة الضرورية التي يحتاج إليها السكان، الذين طالبوا عبر ''الاقتصادية'' الجهات المعنية بالإسراع في توفير تلك الخدمات التي يحتاجون إليها أو نقلهم إلى مخطط خريص الجديد المعتمد منذ 20 عاما، الذي سبق أن صدر به أمر سام يقضي بنقل سكان الهجرة إليه. وبينوا أنه رغم موقع الهجرة المهم بالقرب من ''حقل خريص'' الذي يمثل أكبر مشروع بترول في العالم، حيث يقدر إنتاجه بـ 1.2 مليون برميل يوميا من الزيت العربي الخفيف، إلا أن الهجرة تفتقر إلى خدمات البنية التحتية المهمة. لم يشفع قرب هجرة خريص من أكبر مشاريع البترول في العالم لسكانها أن يتمتعوا ببنية تحتية وخدمية تناسب موقع الحقل ومكانته العالمية، وعلى الرغم من طول انتظارهم وآمالهم العريضة للانتقال لمخطط ''خريص الجديد'' المعتمد منذ قرابة 20 عاما، حيث يمثل خيارا يعتبره أهالي هذه الهجرة ''السبيل لتذليل الكثير من معاناتهم''. ورصدت ''الاقتصادية'' عشوائية منازل الهجرة وضعف بنيتها وغياب أعمال السفلتة في أجزاء كثيرة منها، إضافة إلى وقوع منازل الهجرة تحت غابة من الأسلاك الكهربائية وكابلات الضغط العالي، الأمر الذي يهدد حياة الساكنين بها، الذين بينوا أن شركة ''أرامكو'' هي الأخرى طالبت بنقلهم إلى المخطط من أجل مشاريع التوسعة الخاصة بها، الأمر الذي يعني أن نقلهم سيكون له فوائد لهم ولاقتصاد المنطقة. وأوضح علي بن منديل الحراجين الدوسري، وهو معرف الحراجين من قبيلة الدواسر في خريص، أن الهجرة تقع في منتصف الطريق بين مدينة الهفوف ومدينة الرياض، حيث تبعد عن الهفوف 160 كيلو مترا وعن الرياض 150 كيلو مترا، ويعد الطريق المار بها هو أقصر الطرق بين الرياض والهفوف، وهي تابعة إدارياً للمنطقة الشرقية وتحديدا محافظة الأحساء، ويسكن أغلبية الهجرة قبيلة الدواسر العريقة وهم سكان الهجرة الأساسيون، ويقع بالقرب منها مشروع لـ''أرامكو السعودية'' يعد أحد أكبر مشاريع البترول في العالم، فيما يقطنها الهجرة وتوابعها ما يزيد على ألفي شخص. #2# وبيّن أنه رغم أن خريص هي واجهة الأحساء من جهة الرياض، وتقع بالقرب من أحد أكبر مشاريع ''أرامكو''، وكلاهما يستلزم منحها مزيدا من الاهتمام، إلا أن الواقع غير ذلك، فالهجرة وسكانها يعانون الأمرين نتيجة غياب الخدمات الأساسية من صحة ومرافق وبنية تحتية وعشوائية في البناء، وقال: ''سبق أن أرسلنا شكاوى ومطالب عديدة بتلك المشكلات إلى الكثير من المسؤولين، وتحديدا وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة البترول وشركة أرامكو السعودية وغيرها من الجهات ذات العلاقة بتطوير وتنمية الهجرة''. وأضاف: ''أرامكو طلبت نقلنا إلى مكان آخر لاحتياجها الهجرة من أجل توسعة مشاريعها، وبالفعل هناك مخطط يحمل اسم ''مخطط خريص الجديد'' منذ 25/10/1414 هـ، وهو المكان الأنسب لانتقالنا إليه، وصدر أمر سامٍ يقضي بنقل سكان الهجرة إليه، ومنح الأشخاص الذين لديهم أرض قائمة في الهجرة قطعة أرض سكنية لكل واحد منهم (30 مترا في 30 مترا) وكذلك تعويضهم، إلا أن المخطط لم يتم تنفيذه إلى الآن، وما زالت المشكلات قائمة''. مبان عشوائية وعن المشكلات التي تعانيها الهجرة، يقول علي الدوسري: ''المباني في الهجرة بنيت بشكل عشوائي على غير أساس صحيح، وبالتالي فهي غير آمنة وآيلة للسقوط، وتتفاقم مشكلاتها خلال موسم الشتاء الذي دخل بالفعل، حيث تتسرب مياه الأمطار إلى داخل البيوت، وتتأثر من العواصف والرياح الشديدة، إضافة إلى ذلك فإن مرور كابلات الضغط العالي فوق جميع منازل الهجرة مباشرة يشكل خطورة بالغة لسكان الهجرة ولنا في سكان هجرة ''عين دار'' وما حدث لهم عبرة بذلك''. وقال: ''توجد آبار بترولية في طرفي الهجرة من الجهة الشرقية والغربية، إضافة إلى انتشار روائح الغاز السام في المنطقة، ما يشكل خطورة على سكان الهجرة، التي تعتبر غير صديقة للبيئة، حيث تقع على أطراف البلدة أعيان غاز h2s ويعاني الأهالي رائحته، كما أن المياه المتوافرة في المنطقة غير صالحة للشرب والاستخدام حيث إنها مختلطة بمواد ضارة''. وأشار إلى أنه لا توجد لديهم رعاية صحية كاملة، حيث لا يتوافر سوى إسعافات أولية كما لا يوجد بالهجرة أي مصرف أو ماكينة صراف للسحب الآلي، ما يعطل مصالح السكان والمارين على الهجرة من سكان السعودية ودول الخليج. وطالب الدوسري بضرورة نقل هذه الهجرة إلى مخطط خريص الجديد المعتمد التابع لأمانة منطقة الأحساء، مشيرا إلى أنه سبق أن صدر أمر سام بنقل الهجرة إلى المخطط الجديد، مستغرب من عدم النقل حتى الآن. بدوره تساءل سعد بن فهيد الدوسري من الأهالي عن تأخر نقلهم حتى الآن، مشيرا إلى أن المخطط لم يتم تنفيذه على الرغم من إقراره قبل 20 عاما، مبينا أن الأهالي ذهبوا إلى إدارة شركة أرامكو من أجل نقل معاناتهم، لكن لم يتم تجاوب الشركة معهم أو استقبالهم، وكل ما فعلته قامت ببدء مشروع تسوير المنطقة العشوائية في خريص منعاً للتوسع والاعتداء على الأراضي. وقال: ''الهجرة تعاني الكثير من المشكلات، فعلى الصعيد الصحي لا توجد أسرّة تنويم في المركز الصحي، إضافة إلى عدم وجود مستشفى في الهجرة، أو طبيبة نساء، وإنما هناك طبيب أسنان واحد يأتي يوم الإثنين فقط من كل أسبوع''، مضيفا أن لديهم مركزا صحيا إلا أنه يحتاج إلى تطوير، ويتم تحويل المرضى إلى مستشفيات الأحساء أو الرياض لعدم وجود الإمكانات وعدم توافر مكان للتنويم في المركز مطالبا بتطوير المركز الصحي وتوسعته. وتابع: ''كذلك تفتقر الهجرة لوجود جمعيات للبر الخيرية في خريص، وهناك محتاجون الاستفادة منها، وكذلك من خدمات الجمعية الخاصة بالمعوقين والأرامل والأيتام الذين لا إعانات لهم من الجهة الرسمية لهم سواء من جمعية المعوقين أو جمعية البر''. بدوره طالب مسلم بن فراج الحراجين بتطوير مركز صحي خريص وتوسعته وتوفير مكان لتنويم المرضى، مشيرا إلى أن المركز الصحي مصمم ومهيأ للرعاية الصحية الأولية لتقديم الخدمات العلاجية والوقائية من المستوى الأول، ولا يتوافر به الخدمات الطبية المطلوبة للتنويم، وسبق أن وعد الأهالي قبل ذلك بإدراج مشروع إنشاء مستشفى خريص، لكن لم ينفذ هو الآخر. ولفت الحراجين إلى غياب الرقابة البلدية على المسلخ، إذ يكون الذبح عشوائيا، إضافة إلى وجود مواد غذائية منتهية الصلاحية، وتكثر في الهجرة المشكلات الأمنية من حوادث السرقات وغيرها، كما أن مشروع الإنارة تم تنفيذه في الطريق الرئيس وتركيب الأعمدة من ثلاث سنوات ولم يتم تشغيلها حتى الآن. وعن الخدمات الغائبة قال: ''حدث ولا حرج، فلا توجد وحدة بيطرية مع أننا طالبنا بها مرارا وتكرارا نظراً لاهتمام الأهالي بالإبل وكثرتها في المنطقة، كذلك لا توجد صيدلية ولا يوجد مصرف أو صراف بالهجرة، فنضطر للذهاب إلى الرياض التي تقع على بعد 160 كيلو مترا أو الأحساء التي تبعد 150 كيلو مترا، ما يضطر الأهالي لسحب أموال تكفيهم لأسبوع وهذا فيه مخاطرة، كما لا توجد فيها بلدية مقارنة مع البلدات الأخرى مثل يبرين وسلوى، اللتين تقارب هجرتنا في الحجم والسكان''، كما شكا من قصور أداء المؤسسة المتعهدة بنظافة جامع الهجرة الذي يحتاج هو الآخر إلى إعادة ترميم. وتحدث الحراجين عن مشكلات الطريق، لافتا إلى عدم وجود سياج في الخط السريع الذي يربط الرياض بالأحساء عن طريق خريص، ما يعرض المسافرين إلى الحوادث، وأوضح أن الهجرة تقع في موقع استراتيجي على الطريق الرابط بين المحافظة والرياض، وطريق خريص يعد من الطرق الحيوية جدا التي تربط الأحساء بالعاصمة الرياض وتعبره يوميا مئات السيارات الصغير والكبيرة، لكن للأسف فإن هذا الطريق يحصد عددا كبيرا من أرواح مرتاديه، حتى لا يكاد يمر أسبوع دون وقوع حادث. وبيّن الأهالي أن كثيرا من هذه الحوادث ناتجة عن أمور كان يمكن تلافيها إذا عملت الجهات المختصة على معالجتها، من بينها وجود سياج ووضع نقاط لدوريات أمن الطرق، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض المخالفات والتجاوزات، مشيرين إلى زحف الرمال خصوصا في أيام الصيف، حيث تكثر العواصف الرملية، والجمال السائبة. ودعوا إلى ضرورة وجود مستشفى طوارئ، لخدمة سكان الهجرة من جانب، ورواد الطريق نظرا لأن الهجرة تقع على طريق يربط الرياض بالأحساء، وبحسب إحصائية الشؤون الصحية في الأحساء فعدد الحوادث بلغ 440 في 1430 و277 في 1431 بمجموع 717 تقريبا خلال سنتين فقط.
إنشرها

أضف تعليق