تلعب الاسواق المالية دورا هاما فى حياة الدول وتعتبر مؤشرا على استقرار الظروف الاقتصادية للدولة ولذلك تتأثر الاسواق المالية بتلك الاحداث سلبا او ايجابا صعودا او انخفاضا بل واحيانا تذبذبا...!!
هذا يحدث فى الاسواق المالية العالمية والمحلية والاقليمية ويحدث فى الاسواق الناشئة والمتقدمة والنامية ..!!
ولكن ما علاقة الاسواق المالية والاحداث السياسية وكيفية تأثير تلك الاحداث على اسواق المال ودرجة استقرارها وهدوئها وهنا سوف نلحظ بعضا من الاختلاف بين الاسواق وتفسير المحللين لهذه الاحداث السياسية وعلاقتها بما يحدث فى الاسواق المالية ويرجع ذلك الاختلاف نتيجة فهمنا لدرجة ايجابية الاحداث او سلبيتها وتفسير هؤلاء المحللين للحدث السياسى لكونه حدثا سلبيا او ايجابيا وهنا تظهر حالة الاختلاف لان السياسة تختلف عن الاقتصاد فى تفسير الحدث وما يتفق فيه او عليه الاقتصاديون – الى حد كبير – لايماثله السياسيون فى تفسيرهم للاحداث فضلا عن اعتناقهم لمذاهب وأفكار وايدلوجيات مختلفة ان لم نقل متناقضة ....!!
وهنا لا تصبح الاسواق المالية مرآة للاقتصاد لان التفسيرات تلعب دورا هاما فى وضع هذه الاسواق نظرا لحالة التباين الحادثة غالبا فى المشهد السياسى ..!!
ولعل اوضح مثال لما ذكرته هو الحالة المصرية والتجاذبات السياسية الحادثة ناهيك عن التفسيرات والتأويلات لهذه الاحداث التى تعصف بالمشهد السياسى المصرى ....!!
واذا كنا نفهم او نستوعب ان تشهد السوق المصرى حالة انخفاض حاد نظرا للاحداث الاخيرة فكيف نفسر ما حدث فى اليوم التالى من ارتفاع غريب وغير مبرر – للكثيرين – يتناقض مع بديهيات تلك التأويلات للاحداث ...!!
لقد زادت حيرتنا فى فهم الاسواق نتيجة الاحداث السياسية فلم تكتف تلك الاسواق بحيرتنا التى تكلمنا عليها كثيرا عن ارتباطها بالاسواق العالمية وتذبذبها غير المبرر لتضاف تفسير الاحداث السياسية حيرة وتناقضا ..!!
فاذا اضفنا ما يحدث فى الاعلام والممارسات الاعلامية التى تتم بصورة بعيدة كل البعد عن المهنية ومواثيق الشرف الاعلامى عن طريق النفخ الاعلامى للاحداث واللعب على اوتار نزاعات وافكار واراء ومعتقدات وايدلوجيات لاتضح بصورة حقيقية ما تحتمله اسواقنا المالية من ضغوط تجعلها ليس متذبذبه فحسب بل تتراقص من التذبذب ..!!
