رحلة «دبي» تقود شابا سعوديا لإدارة مصنع وسلسلة متاجر للعطور

رحلة «دبي» تقود شابا سعوديا لإدارة مصنع وسلسلة متاجر للعطور

لم يكن يعرف الشاب السعودي عبد العزيز المطرودي الذي كان يشغل وظيفة حكومية لأكثر من ست سنوات براتب لا يزيد على 2100 ريال شهريا أنه سيدخل عالم الأعمال بقوة وينافس كبريات شركات العطور والتجميل بل يصبح واحدا من مصنعي وموردي العطور. عبد العزيز الذي يحمل شهادة الدبلوم في برمجة الحاسب، قرر أن يزيد من دخله الشهري المتواضع من خلال إدارة ''شنطة'' صغيرة تضم بضاعة متواضعة من كميات دهون العود والتي سبق أن اشتراها للاستخدام الشخصي بعد صلاة الجمعة. يقول المطرودي: ''جاء عملي الإضافي نظراً للحاجة فكنت متخوفا من نظرة المجتمع ففوجئت بقبول بعض الزبائن لفكرة وجود شاب سعودي يمارس بيع أنواع فاخرة من العود ودهن العود في حينها طلب مني بعض الزبائن رقم هاتفي للتواصل معي فلم يكن لدي ''بطاقة عمل'' فكتبت رقمي على قطعة كرتون. فقال لي زبون: ''يا ولدي أنت بحاجة إلى بطاقة أعمال!''. وأضاف ''في ذلك اليوم فاجأني حجم أرباحي التي وصلت إلى 800 ريال . بعدها، وبحسب حديث عبد العزيز لـ ''الاقتصادية''، تبلورت لديه فكرة أن تكون هذه التجارة مصدر رزقه الأساسي. وبدأ البحث عن مصادر أدهان العود والعطور بالجملة في منطقة الشرقية. وتعامل مع تجار المنطقة فترة من الزمن وتدرج في التعامل مع كبار تجار المملكة فكان سببا في صقل موهبته وتدريبه في مجال العطور الشرقية والفرنسية. والتي كان بها شغوفا وافتتح أول متاجره تحت مسمى ''المطرودي للعود والعطور وتجهيز الهدايا الخاصة''، ونظراً لظروف المرحلة فقد عانيت في بداية الأمر من الخسائر مما دفعني لإيجاد فكرة جديدة كقيمة إضافية تميزنا فكرة دمج محل العود والعطور مع تجهيز هدايا فاخرة. كانت رحلته إلى دبي والتقاؤه أحد منتجي العطور نقطة تحول في تجارته، حيث أطلق باكورة منتجاته العطرية ذات المواصفات الأوروبية، لتكون هذه المرحلة من أهم مراحل التطور في أعماله والتي مكنته من الاطلاع على التقنيات الحديثة في عالم صناعة العطور. وبعد عام واحد تمكن من افتتاح مكتب للجملة في سوق جملة العطور في الدمام وبدأ التركيز على بيع الجملة وبناء العلاقات التي كانت مميزة مع معارض العطور في المجمعات التجارية وأسواق المنطقة لتوزيع منتجاته والتي تحمل شعاره. وجاءت اللحظة الأكثر جرأة ومغامرة، فقد اتخذ الشاب قرارا بالاستقالة من عمله الحكومي على الرغم من أنه نال ترقيته في تلك الوظيفة، إلا أنه شعر بأن مقدرته على تحويل موهبته في خلط العطور الفاخرة إلى مهنة يمكن أن تنقله نقلة كبيرة إلى عالم التجارة ليكون واحدا من أبرز تجار العطور. وقبل ثلاث سنوات برقت في ذهنه فكرة إنشاء مصنع للعطور باسم ''الثمين لصناعة العطور ومستحضرات التجميل'' وبدأ وضع اللمسات الأولية لدراسة الجدوى بحيث تبنى على أسس علمية ووفق معايير دولية وتحت استشارة جهات ذات اختصاص. يقول المطرودي: ''اعتمدنا بعد الله على سر التميز الأول بوضع قيمة إضافية تميزنا عن غيرنا من المنافسين، بأن يكون لدينا مصنع متكامل تحت سقف واحد بجميع التخصصات حيث جرت العادة في المصانع الدولية أن يكون كل تخصص في مشروع مستقل بذاته مثلاً قسم مختبرات العطور وقسم الطباعة الفنية والحفر على زجاج العطور وقسم تلوين الزجاج وتلبيسه بالمعادن المختلفة وقسم العلب الكرتونية والخشبية المخصصة للعطور والهدايا، ونفذت فكرتنا الجديدة تحت سقف واحد في مدينة الصناعية الأولى في الأحساء على مساحة 3500 متر مربع. ويضيف ''يستهدف المشروع الشركات الكبرى للعود والعطور والشركات المتخصصة في عطور الجسم والتجميل وذلك من خلال أن يوفر لهم بيئة مثالية ذات مواصفات عالية تمكنهم من تنفيذ منتجاتهم داخل المملكة فيتحقق لهم تخفيض مصروفاتهم في الاستيراد ويخلق لهم فرصة التركيز على تسويق منتجاتهم وإدارة أسطول معارضهم والتي في بعض الشركات قد يصل إلى أكثر من 300 فرع بحيث يكون الدعم اللوجستي مقدم من مصنعنا''. مشروع المطرودي الحلم الذي نقله من موظف حكومي إلى واحد من أشهر تجار العطور في الشرقية، قام على أيد سعودية في السنة الأولى حيث تم التنسيق مع المعهد التقني في الأحساء وانتقاء عشرة من الخريجين ذوي التخصصات المختلفة وتم توظيفهم وتدريبهم على يدي حيث سبق أنني تلقيت دورات تدريبية في عدة مصانع في فرنسا والصين ولمدة ستة أشهر وهو الآن يقدم الخدمات ويلاقي استحسان تجار العطور في المملكة وقد أثبت جدارته في الإنتاج . وحول خططها المستقبلية يقول عبد العزيز: ''لدينا توجه في المشاركة في دعم المشاريع الصغيرة للشباب بتقديم الاستشارات والأفكار والتي توفر عليهم خوض التجارب وتقليل نسبة المخاطرة فنحن نرغب في أن ينطلقوا من حيث وصلنا، وجار التنسيق مع مكاتب استشارية للمشاركة في حاضنات أعمال تستهدف الأسر المنتجة وبعض الجهات الخيرية، وحيث إنني ما زلت محبا لتخصصي الأول ''تقنية المعلومات'' فلقد أنشأت مؤسسة باسم ''طريق الإرسال'' تعنى بمشاريع الويب والبرمجيات والتسويق عبر الشبكة العنكبوتية وبصدد إطلاق مبادرة في دعم مشاريع الشباب بالتسويق عن طريق الويب والتي تلقى رواجا ملموسا ويشكل فرصة استثمارية نأمل أن يستفيد منها شبابنا''.
إنشرها

أضف تعليق