أكد لـ ''الاقتصادية'' عضو سابق في لجنة اللعب النظيف قبل ضمها إلى لجنة المسابقات والفنية واللعب النظيف، أن الفريق الضيف هو الذي يبدأ بالسلام في جميع المباريات الرسمية والودية، كما أن هذه المسألة أصبحت عرفا معروفا في جميع ميادين كرة القدم، وأنها من أساسيات اللعب النظيف في كرة القدم. والسلام قبل وبعد المباراة هو إشارة للابتعاد عن التشنج والتعصب، ونبذ الخلاف والعنصرية.

وأوضح أن الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا'' فرض عقوبات رسمية في مثل الحالات التي تخرق أنظمة وقانون اللعب النظيف لأن ''فيفا'' يركز على أن تسود روح الإخاء والسلوك الحميد في جميع المباريات ويهتم بها. وأشار إلى أنه مثلما يرصد الجوائز كذلك يضع العقوبات للحد من هذه الظاهرة.

من جهتها، كشفت مصادر مطلعة أنه يرجح أن تنظر لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم لحالة حسين عبد الغني، وتيسير آل نيتف لاعبي فريقي النصر والفيصلي عقب رفضهما المصافحة مع بعضهما البعض قبل بداية مباراة الفريقين في منافسات الجولة الـ 13 من الدوري، مشيرة إلى أن اللجنة قبل أن تتخذ قرارا عقابيا ستستشير لجنة اللعب النظيف حول الحالة وأنها بالفعل تدخل في عقوبات أنظمة اللعب النظيف.

يأتي هذا الوضع عقب تجدد الخلاف بين حسين عبد الغني لاعب النصر وتيسير آل نتيف حارس مرمى الفيصلي بعدما رفض اللاعبان مصافحة بعضهما البعض قبل مباراة الفريقين ضمن منافسات الجولة الـ 13 من دوري زين السعودي التي جرت أمس الأول في المجمعة وفاز النصر بنتيجة المباراة.

من جانبهم شرع محللو قنوات المحطات الفضائية بالتعليق على اللقطة التي بتثها القناة الرياضية السعودية من خلال تحليلها لمباراة الفيصلي والنصر، حيث وقفت كثيرا في المشهد الذي بدأ فيه حسين عبد الغني قائد النصر بمصافحة أول لاعب في الفيصلي ثم اتجه مباشرة إلى اللاعب الثالث ولم يواجه آل نتيف الذي بدا هو الآخر رافضا للتقدم لمصافحة منافسه، وهذا المنظر في تقييم النقاد والمحللين ليس له علاقة أبدا بمفاهيم أخلاقيات كرة القدم لأنه الرياضة تبنى في الأساس على الأخلاق الحميدة الفاضلة ومن هنا بدأ انتشار مفهوم من أجل التواصل بين جميع قطاعاتها إداريين ومدربين وحكاما ومشجعين أيضا الذين يتناحرون في المدرجات أكثر من اللاعبين من أجل مساندة فرقهم.

ومن المفروض على اللاعبين جميعا أن يعكسوا الصورة الحميدة داخل الميدان لهذه اللعبة الشعبية التي نجحت في التواصل مع شعوب كان بينها حروب مستديمة، ولذلك يحرص الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا'' - وهو أعلى سلطة رياضية في العالم - على انتشار السلوك الحميد والطيب حتى يسود الوئام وتلعب كرة القدم في أجواء محبة ووئام، ولذلك يصر على وضع جائزة اللعب النظيف في كل بطولة ينظهما، وحث الشركات الراعية لبطولاته والتي يتعامل معها في استثمارات مختلفة، على تحفيز اللاعبين بدعم جائزة اللعب النظيف والتي وصلت في البطولات الأخيرة إلى ملايين الدولارات.

يذكر أن المدافع عبد الغني والحارس آل نتيف قد اشتباكا بعد مباراة الفريقين في الدوري في أيلول (سبتمبر) 2011، ويبدو أن الخلاف بينهما لم ينته بعد على الرغم من طول المدة على هذا الخلاف ''أكثر من نحو عام''. في كرة القدم النوايا الحسنة مطلوبة فكان يجب على اللاعبين نسيان الماضي والبداية في مباراة جديدة، كما أن الحديث الذي أدلى به عبد الغني وأذيع فضائيا عقب الفوز على الفيصلي دوريا غير مقنع لجميع من سمعوه حيث قال إنه لا يوجد شيء، واتبعها بأنه يعنيه الفوز فقط بالنقاط الثلاث، وهذا موضوع صغير ولا يحتاج الحديث.

وتحفّظ الحارس آل نتيف الحديث عن الموضوع واعتذر عن التعليق، مما يفهم أنه سيعمق الخلاف بين اللاعبين، ومن هذا المنطلق ندعو إدارتي النصر والفيصلي إلى أن تتدخلا بقوة كما فعلتا في السابق ومحاولة إصلاح العلاقة بين عبد الغني وآل نتيف في إطار مفهوم أن كرة القدم هي أخلاق وسلوك قبل أن تكون فوزا أو تعادلا أو خسارة، فسيادة الأخلاق في الملاعب هي الأجمل والأطيب والأنسب وليس التناحر والشتات والخلاف. وقال عبد الغني بعد الفوز 2/1 ''لا يوجد شيء، ما يعنيني الفوز بالنقاط الثلاث، هذا موضوع صغير ولا يحتاج الحديث''.

وأضاف ''أهم شيء نسعد جماهيرنا والأمور الأخرى الصغيرة لا ألتفت لها''.

وتحدث آل نتيف بعد المباراة قائلا بعد سؤاله عن الواقعة ''لا يوجد سبب معين لذلك، هذه أمور تخصني أنا، اللاعب الذي ذكرته لا يلعب معي وليس في فريقي''. وتابع ''لا أريد أن يأخذ أحد هذا الشيء بأني أقصد هذا لكن سارت الأمور بهذه الطريقة''.

ويحتل النصر المركز الرابع برصيد 23 نقطة من 12 مباراة، بينما يأتي الفيصلي في المركز 12 وله عشر نقاط من 13 مباراة. ويتصدر الفتح الترتيب برصيد 32 نقطة.