أحمد سالم أقدم مذيع مصري .. أول من قال: هنا القاهرة

أحمد سالم أقدم مذيع مصري .. أول من قال: هنا القاهرة

أحمد سالم هو أول مذيع مصري في الإذاعة المصرية كان ظهوره فيها سنة 1936، أما حياته فكانت (20 فبراير 1910 - 10 سبتمبر 1949)، ولد في أبو كبير في محافظة الشرقية. تزوج من الفنانة أسمهان، وكذلك من تحية كاريوكا وأميرة البارودي إحدى سيدات المجتمع وقت الثورة وكان صديقاً شخصياً للملك فاروق.

بدايته
سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، فدرس الطيران وعاد إلى مصر سنه 1931 قائداً طائرته بنفسه التي قد اشتراها ليعود إلى بلده بعد أن تعرض أكثر من مرة لحادث كان من الممكن أن يودي بحياته.
وبمجرد عودته عين مهندسا لشركات أحمد عبود باشا، ولأنه يملك روحا متمردة لم يستمر في هذا العمل طويلا رغم أن الجميع شهد له بالنجاح الكبير كمهندس.
عمل مديراً للقسم العربي بالإذاعة المصرية سنة 1932م وكان أول من نطق بالجملة التي نسمعها حتى اليوم وهي هنا القاهرة. ظل أحمد سالم في الإذاعة يقدم عصارة فكره، وقدم من البرامج ما أسعد المستمعين لكن بكل أسف لم تكن وسائل التسجيل تساعد على الحفاظ على كل ما يذاع للصعوبة البالغة في وسائل الحفظ آنذاك.
وذات يوم ذهب أحمد سالم كمذيع إلى حفل أقامه طلعت حرب باشا بمناسبة نجاح شركات بنك مصر، وأعجب بذكاء المذيع الشاب وطلب منه أن يتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما وبناء أستوديو كبير يكون مصريا خالصا. وبالفعل قدم أحمد سالم استقالته وتفرغ لبناء صرح السينما المصرية، فبنى أستوديو مصر على أحدث أستوديوهات ذلك الزمان وتولى عملية توظيف الفنيين الأجانب والمصريين ليقدم فنا مصريا راقيا وخالصا. وقدم باكورة إنتاج أستوديو مصر فيلم وداد لأم كلثوم وأحمد علام، وأنتج العديد من الأفلام الناجحة بعد ذلك. ووثق فيه طلعت حرب فأسند إليه إلى جانب عمله في أستوديو مصر المدير العام للقسم الهندسي لشركات بنك مصر، ومدير عام مطبعة مصر.
في سنة 1938 أنتج ستوديو مصر فيلما باسم لاشين أثار ضجة كبرى، وأثار حفيظة القصر الملكي لأن فيه حركة شعبية ثورية ضد الحاكم المستبد والنهاية هي القضاء على هذا الحاكم الغارق في شهواته. طلبوا من أحمد سالم تعديل السيناريو والحوار على أن تكون النهاية لمصلحة الحاكم الذي لم يكن يعلم ما يدور ضد الرعية، لكنه رفض وقدم استقالته من كل هذه المناصب لتمسكه برأيه وأنه لا تعديل في السيناريو ولا نهاية للفيلم. ولاشين كان فكرة أحمد سالم أخذها من هنريش فو مامين.. وعهد كتابة السيناريو لفريتز كرامب وأحمد بدرخان، وكتب حوار الفيلم أحمد رامي، وأخرجه فريتز كرامب، مونتاج نيازي مصطفى، بطولة حسن عزت الذي لم نره بعد ذلك وممثلة اسمها نادية ناجي ومعهم حسين رياض وعبد العزيز خليل وغيرهم.

الإخراج السينمائي والتمثيل والإنتاج
استقال أحمد سالم من كل هذه المناصب وكون شركة أفلام باسمه باسم نفرتيتي واستأجر لها مقرا في شارع أبو السباع (جواد حسني حاليا) فوق بنك موجيري الشهير في ذلك الوقت، وجمع له عددا من الفنانين والفنيين صغار السن الطموحين، وأقدم على أول إنتاج له فيلم "أجنحة الصحراء"، كتب هو السيناريو والحوار وقام بالإخراج وبطولة الفيلم وصوره جوليا دي لوكا وفاركاش، وشارك في بطولة الفيلم راقية إبراهيم وأنور وجدي وحسين صدقي وعباس فارس وروحية خالد ومحسن سرحان. وكان عرض الفيلم أول تشرين الأول (أكتوبر) سنة 39 في سينما ديانا.
والفيلم أعاد به أحمد سالم ذكرى حبه للطيران فكانت القصة هي أن شابا له صديق وهما على طرفي نقيض.. فالطيار يحب مهنته مفضلا إياها على كل مغريات الحياة بينما يغرق صديقه في ملذاتها من خمر ونساء ويترك الطيار في النهاية الحياة بما فيها حبيبته راقية إبراهيم ليعيش في الهواء مع طائرته على أجنحة الطائرة في صحراء الحياة.
واتسمت أفلامه بالطابع الاجتماعى، ومثل في كل الأفلام التي أخرجها.
اكتشف كاميليا وتزوج من مديحة يسري، ومن خيرية البكري، وأمينة البارودي، وأسمهان، وتحية كاريوكا. كان له ابنة واحدة اسمها نهاد وقد كان محبا للمغامرة وكان يعشق الحياة على حافة الخطر، وحاول الانتحار أربع مرات.
ابتعد أحمد سالم عن السينما بعد فيلم أجنحة الصحراء حيث شارك في أعمال تجارية كبرى في أعمال حرة أخرى مثل تجارة السلاح. وكانت له مغامرات في التجارة مشهورة حول الخوذات التي كانت تورد للجيش الإنكليزي وأحدثت هذه المشكلات ضجة في الأوساط الفنية وأيضا السياسية وهي حلقة من حلقات مغامرات هذا الفنان الطموح صاحب القلب القوي الحديدي والذي لم يكن يخشى أن يصطدم بأكبر الصعاب.

وفاته
أما الرصاصة التي أودت في النهاية بحياته فقد كان سببها أيضا امرأة تنافس هو وأحد كبار رجال السرايا عليها. وذات يوم دخل أحمد سالم المنزل الذي تقيم به في الدقي فوجد الرجل وكان من كبار رجال الشرطة في العهد الملكي في البيت. وتبادل الاثنان إطلاق الرصاص لتصب إحداها أحمد سالم في الصدر أو العنق حسب إحدى الروايات، ويعالج أحمد من الرصاصة ويشفى ولكن آثارها تظل تؤلمه إلى أن يدخل المستشفي عام 49 وتفشل العملية، وتنطلق روحه إلى بارئها وتنتهي بذلك حياة رجل ذكي نال كل شيء، وحارب من أجل كل شيء. كان طموحه كبيرا، ويملك عقلية جبارة ساعدته على بلوغ كل ما كان يرجوه حسب ماذكره موقع ويكيبديا على الإنترنت.

الأكثر قراءة