ذكر الدكتور إيلهي شين مدير جامعة كايميونج الكورية الجنوبية ورئيس وفد التعليم العالي الكوري أن السعودية لعبت دورا مهما في النهضة الكورية، عندما أوكلت العديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة لشركات كورية في السبعينيات وبداية الثمانينيات،
وأضاف شين أثناء زيارة وفد رؤساء الجامعات الكورية إلى جامعة الملك فهد ''السعوديون منحونا الثقة عندما كنا في أمس الحاجة إليها، واكتسبت العمالة الكورية الخبرة كما كان ذلك دافعا لتوجه أبنائنا لدراسة الهندسة''، وتابع ''كوريا لن تنسى أبدا تلك المساعدة''.
وذكر لـ ''الاقتصادية'' أن التعليم العالي كان عاملا أساسا في تحقيق النهضة الكورية، وقد قامت الجامعات بدور كبير، مؤكدا أن عدم امتلاك كوريا موارد طبيعية أو قدرات تقنية في الماضي أجبرها على الاعتماد على الاستثمار في العنصر البشري وتطوير مواردها البشرية وجعل المواطن الكوري أساسا للتنمية، وقد تحقق ذلك من خلال التعليم بشكل عام والتعليم العالي على وجه الخصوص.
ودعمت الحكومة الكورية الجامعات واهتمت بقطاع البحث والتطوير الذي كان المفتاح الرئيس للانتقال إلى مجتمع معرفي، كما أن الجامعات حددت متطلبات النهضة الكورية، وصممت برامجها وفقا لمتطلبات التنمية، وركزت على المتطلبات الصناعية واهتمت بجودة التعليم.
وقال شين: ''إن جامعة الملك فهد ارتبطت بعلاقة متميزة مع بعض الجامعات الكورية، ونعتبرها أحد أهم الجامعات في المنطقة، وقد شهدت تطورا كبيرا في مختلف المجالات، إلا أن أكثر ما أدهشنا هو حجم الفرص الوظيفية التي يحظى بها خريجو هذه الجامعة ونتمنى أن يحظى خريجو جامعاتنا بهذا العدد من الوظائف''.
من جانبه، قال الدكتور خالد السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن استراتيجية كوريا لإيجاد مجتمع معرفي كانت فريدة ومؤثرة جدا، وقد شكلت الركيزة الأساسية لنهضتها التنموية إضافة إلى اهتمامها بالتعليم عموما والتعليم العالي على وجه الخصوص''، مبينا أن هناك لجنة تشرف عليها وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية، تدرس آليات الانتقال للمجتمع المعرفي وتحرص على الاستفادة من التجربة الكورية.
وأشار إلى أن الزيارات بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في السعودية وكوريا تساعد على الاستفادة من التجربة الكورية، وتبادل الخبرات إضافة إلى تبادل الطلاب وإجراء مشاريع بحثية مشتركة.
يذكر أن وفد التعليم العالي الكوري الذي يضم 22 رئيس جامعة يقوم بزيارة لعدد من مؤسسات التعليم العالي السعودية، حيث زار وزارة التعليم العالي، وجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الأمير سلطان، وجامعة الأمير محمد بن فهد.
وتهدف الزيارة إلى الاطلاع على النهضة التعليمية التي تشهدها السعودية، والتعرف على أبرز الجامعات ومراكز الأبحاث والشركات والمعالم السياحية، إضافة إلى مناقشة آليات تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين الجامعات السعودية والكورية.
وضم الوفد في زيارته لجامعة الملك فهد ممثلين عن 20 جامعة ومؤسسة تعليمية وبحثية وإعلامية يرافقهم الدكتور فهد العيار الملحق الثقافي السعودي في سفارة السعودية في كوريا الجنوبية، وعقد الوفد لقاءً مع مسؤولي الجامعة يتقدمهم مدير الجامعة والوكلاء وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام الأكاديمية.
